في مطلع الأسبوع السابق أتاحة السفارة القطريه في الخرطوم اربعة فرص للتجنيد في الجيش القطري،فتدافع المئات من الخريجين وبعضهم من حملة الماجستير للتقديم والتنافس بحدة من أجل الحصول علي إحدي الفرص الأربعة في سابقة لم نري لها مثيل في تاريخ الدولة السودانية،ومعروف مسبقا مدي ندرة وقيمة الخريج السوداني في الأوساط العربية والإفريقية وكانت أغلب الدول تتنافس في الحصول علي الموظف السوداني في كافة المجلات،وقصص إنتداب المعلمين السودانيين في معظم دول الخليج العربي خير دليل يؤكد مدي خصوصية العنصر السوداني وخبرته الفائقه في أداء ادواره بكفاءة وشفافية ومصداقيه عالية،ولولا هذه القيم التي يمتلكونها لما أدرجوا في أكثر الوظائف حساسيه في صناعة الإنسان وتشكيل الشعوب، وفي هذا الصدد إحتلت رخصة الإئتمان السودانية قائمة الصدارة والإمتياز مقارنة ببقية الدول.والمعلم السوداني نال وسام الفخر في تعليم الكثير من الشعوب وساهم مساهمة فعالة في إخراجهم من دهاليز الظلام التي كانوا يقطنونها. وعند العودة للب موضوعنا والبحث مليا في جب الحكومة القطرية والتساءل لماذا تريد تجنيد السودانيين في في جيشها الوطني؟هل من أجل بسالة السودانيين في القتال،أم من أجل روح التفاني التي يمتلكونها في أعمالهم،أم تريد تطوير جيشها بإدخال عناصر جديدة من ذوي الشهادات العلمية بدل تجنيد رعاة الإبل في البوادي القطرية،اوليس إصطفاف الخريج السوداني وحامل الماجستير في صفوف التجنيد في الجيوش الخارجية مهزلة!؟ومنذ متي ضمنت الكفاءات العلمية كشرط للإنخراط في صفوف الجيش ؟ أم اننا أصبحنا شعبا يعمر الأرض أينما قطن علي قول العطبراوي علي شاكلة الهجرة المستمرة لبلاد الغير تارةً وتارة أخري بالأعمال الدؤوبه التي ننجزها لهم في وقت قصير.والجدير بالذكر ان السودانيين الأخيار فقدوا الرغبة الكامله في الإنضمام للجيش السوداني بصورة نهائية،لذا إنهارت المؤسسه العسكرية بشكل نهائي مما جعلت الحكومة تصنع بدائل فلكلورية مثل فلولها الأمنية ومليشياتها الشعبية المصبوغه عسكريا،لانها تعلم تماما ما معني الجيش السوداني الذي لقن الدرس الاول للجيوش علي الصعيدين العربي والإفريقي مامعني الإنحياز التام للشعب في إنتفاضتي مارس وابريل المجيدة في العامين (1964،1985)والتاريخ شاهدٌ عليهما،ومن هذا المنطلق سعت الحكومة بكل ما أوتيت لتفكيك تلك المؤسسة الراسخة كي تضمن صيرورة بقائها لأمدٍ طويل وقد نجحت نوعا ما في مقصدها ولكنها تقترب من حتفها رويدا رويدا. وفي تقديري الخاص تريد الحكومة القطرية بناء جيش قومي قوي تعزز به موقفها في الشرق الأوسط ،واري أن قطر أصبحت إمريكا الأصغر في الوطن العربي كما انها تتفنن في لعب العديد من الادوار في سياستها الخارجية تجاه دول المنطقه،عن طريق تقديم المبادرات والدعم السخي،إيواء خلايا الأجسام الإرهابية،سحب بسط مفاوضات الدول الإفريقية إليها من ثم إحتضانها للمفاوضين ولعب دور الوسيط حسب مصالحها،وهذا النهج يساعدها في التغول إفريقيا وبسط سيطرتها بالإضافة الي تبنيها أيدولوجية نفوذ الدول العظمي في محيط القارتين،لذا تسعي جاهدة في إمتلاك ترسانه عسكرية قويه تمكنها من التدخل عسكريا في بعض الدول تحت مسمي "الجيش القومي العربي" ولا تستغرب عزيزي القاريء إن شاهدت قوات قطرية تهبط في الأراضي السودانية من أجل حماية السلام بالمسمي أعلاه،ولكن قد تصاب بالدهشة والذهول عندما تري معظم القوات القطرية سوداني الجنسية يرتدون أزياء عسكرية وقبعات تتبع لدولة أجنبية!وربما تحدث حالة من الصدمة للأمهات السودانيات عندما يرون أبنائهم المغتربين يعودون لوطنهم حاملين الرشاشات والمدافع الثقيلة!هذا أيضا إحتمال وارد،والإحتمال الثاني هو سماع خبر إستشهاد جنود قطريين ذو هوية سودانية في وسائل الإعلام العالمية في معركة ضارية مع داعش،ويرجع تدخل القوات القطرية في العراق وسوريا من أجل حماية المدنيين وإيقاف التمدد الداعشي في بقية الأقطار العربية إنتهت النشرة..!فالذين يصطفون في السفارة القطرية من أجل التجنيد أو لا يعلمون ماذا ينتظرهم في المستقبل القريب؟أم انكم سئمتم الحال المزري في السودان لذا لا تفكرون سوي في الهجرة تحت أي مسمي!فإن كانت هذه طريقتكم في البحث عن حلول للإشكاليات دون تبصر لما هو مخفي تحت الستار حتما سوف تنزلقون لعمق الهاوية،وأكيد منظر التقديم أعجب الكثيرين في دول مختلفة وهي الان تدرس كيفية الإستفادة من الموارد البشرية في السودان وغدا تتفاجؤن بفتح فرص للتجنيد في الجيش الفلسطيني لإبادة الإسرائليين لانو الدراسات الفلسطينية أكدت ما مدي صلاحية الجندي السوداني في المقاومة الفلسطينية،علاوة علي حمله لبذور الكراهية الفطرية للكيان الصهيوني وهذا يصب في تحقيق الهدف،وبكرة ليبيا تفتح لينا فرص للقتاح في كتائب القعقاع والقاسم ولو اليمن طلبت جنود لحسم صراعها مع الحوثيين برضو مفروض نقدم بشهاداتنا عشان نبقي أكبر دوله في العالم تصدر الجيوش من حملة الشهادات الجامعية زي ما تصدر البرازيل لعيبه لكل دول العالم،ولو ما دايرين ده يحصل يا خريجيين بطلوا المهازل البتعملوا فيها دي وفتشوا سكك تانيه أفضل من كده. بقلم/صالح مهاجر خلف الستار 26.11.2014 [email protected]