قد تستغربون اذا قلت لكم ان الجماعات الاسلامية فى السودان فيها شيئا من العلمانية التى تطبق عن قصد او بغيره ، اوليس علمانية تعنى فصل الدين عن الدولة والسياسية هذه ماينفذه بعض المشائخ ويلقنونه لطلباهم بان ابتعتدوا عن ساس يسوس بحجة انها جماعات دعوية فقط لاينبغى ان تتدخل فى الشان السياسى او تجعله شيئا من اولوياتها والسؤال اذا كانت جماعاتنا الدينية تسعى لاصلاح دنيتنا والاخرة كيف تفعل ذلك وهى بعيدة لاتعرف شئيا عن مجريات الاوضاع ووليست جزء من المؤسسات التشريعية او التنفيذية عندما اتحدث عن الجماعات الاسلامية اعنى تحديدا السلفيين بمختلف واجهاتهم والذين لاينكر احد ان لهم قواعد واسعة ويتمتعون باحترام وسط غالبية الشعب ،ولكن المحير فى الامر بالرغم من هذا الوضع المميز فى العلم الشرعى والاحترام المجتمعى وتوفر الكادر البشرى تراهم زاهدين فى المشاركة امور السياسة حتى تدخلاتهم فى حل قضايا السودان مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق تكد تكن معدومة ان لم تكن ضعيفة ونادرة اما فى مايلى اعلان المواقف عن قضايا الراهن السياسى سيما المفاوضات والانتخابات فهم يتعاملون مع هذه الشئون وكان الامر لايعنيهم فى وقت تجدهم فيه اكثر اهتما بمايجرى فى اليمن وسوريا بجانب العراق قد تقل ان الجماعة الفلانية درجت على اصدار بيانات وتتحدث فى خطب الجمعة باستمرار عن مشكلات السودان وسبل معالجتها ، ولكن بربك هل هذا يكفى فى ظل هذه الجراحات العميقة من حروب قبلية ونزوح ولجوء الى جانب اوضاع اقتصادية مزرية واحتقان سياسى خانق ومن من هذه الجماعات كون حزبا سياسيا لنوقن انه سيشارك فى الانتخابات بغض النظر عن شفافيتها حتى يكن جزء من دائرة اتخاذ البلاد ويعبر عن قواعده العريضة والا كيف تريد اصلاح الحال وانت لاتمسك بادوات التغيير المباشر ولست جزء من السلطة التنفيذية ان ابتعاد الجماعات عن الشان السودانى بمختلف الصور يعطيها مسحة من العلمانية وان كانت هى تفصل الدين عن السياسة والدولة وتناى بنفسه عن الخوض فى اتون القضايا المصيرية ولا اظن ان شيوخا بمثل القامات التى نعرفها فى محتلف الطوائف وجماعاتنا الاسلامية فى السودان عاجزة عن ايجاذ تاصيل شرعى للاشتراك فى صنع مستقبل البلد مباشرة وليس بالوكالة عن طريق المؤتمر الوطنى الذى يستفيد دائما من هذا الواقع ويستقطب الاسلاميين الى جانبه تحت مظلة الولاء والبراء بالرغم من اخطائه الكثيرة التى اوردت السودان المهالك اننى اسال هذه الجماعات كيف رخصت لنفسها الدخول فى انتخابات الجامعات بقوائم منفصلة او متضامنة مع تنظيمات اخرى وحرمت على نفسها هذا الحق فى الانتخابات العامة التى فى الغالب تشارك فيها تحت عباة الحزب الحاكم الذى يخدعها باسلاميته وحفاظه على مصالحها المادية ومؤسساتها الدعوية ، فى وقت اساءت فيه تصرفاته الى الاسلام الحركى وبات الناس يتخوفون من كل فرد يتحدث فى السياسة باسم الدين لفساد التجربة الحالية واخفاقها فى تطبيق الدين الصحيح وتحويله من شعارات الى برامج عمل حقيقية مادامت هذه الجماعات بعيدة ان القضايا الملحة وليست جزء فاعلا من المنظومة السياسية فى السودان فلا تحدثنا عن ضرورة تغيير الواقع الى احسن او تملا المنابر بالحديث عن التحول السالب الذى حدث فى الشارع السودان سوا كان بتقصير الحكومة او نتيجة لضغوط اقتصادية ومشكلات سياسية لانها ببساطة لاتريد ان تتلمس هذه الامور مباشرة بان تكن تنظيما سياسيا مواليا اومعارضا وتتحدث عن تغيير او تسعى للتغير وتنتظر من الوطنى فعل ذلك اما اذا قلت لى ان انصار السنة مثلا لهم وزراء اقول نعم ولكن مثلا وزير السياحة اين هو من مايجرى وماذا غير فى الواقع ... [email protected]