أصل تسمية السودان :- كتب الدكتور حسن الفاتح قريب الله بمجلة الثقافة السودانية، العدد-16- بتاريخ ديسمبر 1980م ، تحت عنوان ( السودان بين الوصفية والاسمية)، قال : لون شعب هذا الوادي واختلاف سحنته عن سواه، ومقابلته بشرته، هو الذي أكسبه الوصف بالسودان. أما الدكتور عبدالله الطيب ، فقد اعتمد على مقولة الجاحظ (السودان والبيضان) ، وقال :إن السودان تعني جمع أسود. وإذا ما رجعنا إلى المعنى الأفريقي - في اللغة النوبية ، نجد الكلمة أصلها : سَوْدان –Sawdan وتعني بالنوبية : المخلوط ، وهو ما ليس بالأبيض الباين ، ولا الأسود الباين ، أي : هو وسط بين السواد والبياض . إقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر. وكان قدماء المصريون يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود، في حين ورد الاسم اثيوبيا في كتاب الإلياذة مرتين ، وفي الأوديسا ثلاث مرات للدلالة على المنطقة ذاتها ، وهو اسم مركب من لفظين باللغة الإغريقية وهما ايثو (aitho) بمعنى المحروق ، وأوبسيس (opsis) أي الوجه وبذلك يصبح اللفظ اثيوبيا Aethiopia ( باللغة الإغريقية Αἰθιοπία) مرادفاً لبلاد الوجوه المحروقة أو البشرة البنيّة أو السوداء اللون . وجاء في موسوعة حضارة العالم إن المؤرخ اليوناني الشهير هوميروس قد ذكر بأن الألهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر عاصمتها مروي، ووفقاَ لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم أول من عبد الآلهة وقدم لها القرابين ، وأنهم من علّم الكتابة للمصريين. وفي العهد المروي كانت العلاقات وُدية بين البطالسة والسودانيين ، لاسيما في عهد بطليموس الثاني. كما كانت العلاقة وثيقة بين كوش واليونان . كذلك ورد اللفظ اثيوبيا في كثير من تراجم الكتاب المقدس العهد القديم بالمعنى ذاته وللدلالة على المنطقة جنوب مصر ، وتحدثت الترجمة اليونانية للكتاب المقدس العهد الجديد عما وصفته بخادم اثيوبي للملكة النوبية الكنداكة ، لكن النصوص العبرية في التوراة ذكرت اسم بلاد كوش مرات عديدة (37 مرة) للإشارة ألى بلاد النوبة ، جنوب مصر، حيث نقرأ من أشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام وشنعار ومن حماة ومن جزائر البحر (أشعياء 11: 12). وعُرّف كوش بأنه هو ابن حام ابن نوح ، وقد أطلق الأباطرة الأحباش على بلادهم اسم اثيوبيا بدلا عن الحبشة تمشياً مع الملك الحبشي إيزانا الذي احتل مروي عاصمة مملكة اثيوبيا - الواقعة في شمال السودان حالياً - والذي أطلق على نفسه ملك ملوك اثيوبيا . وكان قدماء المؤرخين العرب قد ترجموا اللفظ الاغريقي إثيوبيا إلى بلاد السودان ، وتحت اسم السودان جمع قدماء المؤرخين العرب جميع الشعوب القاطنة جنوب الصحراء الكبرى مثل تكروروغانة وصنهاجة وغيرهم. يقول اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي)عن ممالك الحبشة والسودان ، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب ، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس ، وانقسم أولاد كوش بن حام ، وهم الحبشة والسودان ، عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين:- فرقة منهم قصدت البين بين المشرق والمغرب ، وهم النوبة ، والبجة ، والحبشة ، والزنج ، والأخرى قصدت الغرب ، وهم زغاوه ، والحسن ، والقاقو ، والمرويون ، ومرندة ، والكوكو ، وغانه. وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا كذلك يعني مصطلح (بلاد السودان) ، بلاد الشجعان . وكان يستخدم بصفة عامة لكل بلاد الزنوج . جاء في مقدمة ابن خلدون بأن كلمة (السودان) كلمة مرادفة للزنوج . وقد أعتمدت الإدارة الاستعمارية البريطانية رسمياَ اسم السودان المصري الإنجليزي في اتفاقية الحكم الثنائي في عام 1899 والتي وقعها اللورد كرومر ممثلاَ لبريطانيا العظمى وبطرس غالي وزير خارجية مصر آنذاك . وكان الملك فاروق ملك مصر السابق يلقب بملك مصر والسودان . وباستقلال البلاد في أول يناير 1956 أصبح اسمها جمهورية السودان وبالإنجليزية Republic of the Sudan) أضيفت اداة التعريف باللغة الإنجليزية (the) إلى النص الإنجليزي لتمييز الاسم الرسمي للبلاد عن السودان الجغرافي الذي يشمل منطقة الساحل الأفريقي لا سيما وأن تلك المنطقة كانت تعرف ابان حقبة الاستعمار الغربي لأفريقيا بالسودان الفرنسي ، الذي شمل كلاً من تشاد والنيجر ومالي ، وكانت هذه الأخيرة تعرف باسم الجمهورية السودانية في عام 1959 ولكنها غيرت اسمها في عام 1960 إلى اسم مالي تيمناً ب إمبراطورية مالي التي تأسست في القرن الثامن الميلادي واستمرت حتى احتلها المغاربة الموحدين سنة 1078 م. مما سبق يتضح جليا تاريخيا أن الهوية السودانوية هوية معروفة ولها لون وطعم ورائحة لكل من له عين غير مصابة بعمي الألوان , ولسان يتذوق به من غير تمييز , وأنف يشتم به رائحة طينه . ويبرز السؤال الذي صار عقدة وإشكالية وهو سؤال (( الهوية )) القديم الجديد ؟ , وسؤالي البسيط : لماذا تم تغيير الهوية الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ؟؟؟ ولماذا تم تغيير ( الجلد ) ؟؟؟ وعلام إلباس الناس ثوبا غير ثوبهم وفرضه عليهم !!! وصرنا مثل الغراب الذي كان يمشي مشيته التى خلقه الله عليها فما رضي بها , وأراد أن يقلّد مشية الهدهد , فلم يستطيع مجاراتها !!! وأراد أن يرجع لمشيته فما عرفها وما استطاع فصار ( يعرج ) في مشيته !!! وهكذا تحول ( السودان ) لأعرج , لا استطاع أن يمشي مع أن أراد تقليدهم ,,, ولا هم قبلوا به ,,, و لا عرف ان يعود لأصله ومشيته التى خلقه الله عليها . هل يمكن أن تتحول كل المنطقة تحولا جذريا وتعود كما كانت كما بدأت ( الولاياتالمتحدة الكوشية ) The United States of Kush , فتنحل كل العقد المصنوعة في السودان وإثيوبيا واريتريا , أم سيكون ذلك مجرد رأي ورؤية . [email protected]