تأكيدا علي الحق في التظاهر والاعتصام السلمي ،والحراك الشعبي من اجل تحقيق قضايا التنمية المجتمعية من تعليم وصحة واستقرار ،وثم ايقاف الحروب ،والحراك السلمي في المجتمعات هو مايزعج الحكومة القمعية في الدولة الحاضنة للعنف المؤسس علي انتهاك حقوق الانسان،والحراك من الوسائل التي تستخدمها الشعوب التي تعي دورها في العمل العام في السودان،وفي الاسابيع السابقة قدم شباب منطقة لقاوة في ولاية غرب كردفان نموذجا لهذا النوع من الاعتصام والحراك السلمي في قضاياهم الرئيسية المتعلقة بانشاء الطرق والمستشفيات والكهرباء،وقد خدع نظام المؤتمر الوطني الجميع ابان الانتخابات قبل 4 سنوات،ووعد مرشحي المؤتمر الوطني مواطن لقاوة بانشاء الطرق والمستشفي والكهرباء،ولكن بعد ان فاز مرشحي المؤتمر الوطني نسوا الوعود التي قطعوها علي مواطنين المنطقة قبل سنين،وتنصلوا عنها عندما ضمنوا الكراسي .. لم يكن امام شباب الولاية الا خيار واضح هو الاعتصام السلمي ،وكانت بعنوان لا قبلية لقاوة هي القضية،والحكومة من جانبها لفقت حولهم التهم ،بعد استمراره اكثر من شهر في ميدان الحرية في المدينة،وقالت اجهزتها الامنية انهم ينتمون الي الحركات المسلحة والشيوعيين،هذا ما استطاعت القيام به،بعد فشلها في تنمية محليات الولاية ومن ضمنها محلية لقاوة التي اثبت شبابها انهم علي قدر من المسؤولية واحترام القانون الذي لا تحترمه حكومة الولاية دولة المؤتمر الوطني ... حذر شباب محلية لقاوة بولاية غرب كردفان من مغبة المضى فى ما أسموه تلفيق التهم والإستهداف الممنهج من قبل سلطات المحلية إليهم بهدف كسر شوكتهم ، وذلك بتتهم الإنتماء للحركات المسلحة ووصفهم بالشيوعيين . وقال الشباب فى بيان لهم إنهم لن يفضوا صيوان الإعتصام الذى نصبوه منذ (30) يوماً بميدان الحرية وسط المحلية . ورهنوا فض إعتصامهم بإستجابة حكومة المركز والولاية بتحقيق مطالبهم المتمثلة فى ( طريق ، مستشفى ، كهرباء ) ، واكدوا إن أى محاولة للنيل منهم بتلفيق التهم لن يزيد الأمر إلا تعقيداً وتوتراً ، مؤكدين على سلمية الإعتصام وفقاً للدستور والقانون... ولم يقع شباب الولاية في فخ القبلية الذي رسمه المؤتمر الوطني بين بطون قبيلتي المسيرية اولاد زيود واولاد عمران الذين دارت بينهم معارك دامية في منطقة كواك قبل فترة ليست بالطويلة،وراح ضحيتها العشرات من شباب القبيلتين الابرياء،وسالت دماء كثيرة يقف وراءها الكاذبون بوعودهم،ومن ينثرون بذور الكراهية بين انسان الولاية،وعندما تكون المنطقة غنية بالموارد الطبيعية،تلعب الايادي الخفية علي وتر القبلية لتفريق الجهود حول الاستقرار والتنمية والسلام الاجتماعي،ولم ينجر الشباب في محلية لقاوة حول ادعاءات المناهضين لها... ان شباب منطقة لقاوة اكدوا ان النهج السلمي في قضيتهم هو الاساس،وهناك من يريد النيل منهم عبر القاء التهم المتكررة،وخلق التوتر في المنطقة من جديد،عبر القبلية والانتماء الي حركات مسلحة والشيوعية لانها تهمة تجعل الابرياء ينفضون من الاعتصام،لان التهمة بالشيوعية هي سلاح اجتماعي يهدف الي كسر قدرة الشباب علي السير في الطريق المناهض للاكاذيب الحكومة،والسلطة الامنية فشلت في فض الاعتصام السلمي في ميدان الحرية في لقاوة ،لذا لجأت الي الطرق الرخيصة... ان المستشفي والطرق والكهرباء هي حق للمواطنين في لقاوة،لان الضرائب التي تأخد منهم يجب ان تعود في بناء المدارس والمراكز الصحية وتوفير الكهرباء للجميع،فقيادات المؤتمر الوطني دائما ترمي الوعود يمنة ويسرة عندما يكون هناك انتخابات قادمة،وعندما يحقق المؤتمر الوطني هدفه،يتجاهل تلك الوعود التي رمي بها.واذا عملت الحكومةعلي اتخاذ اجراءات امنية ضدهم،سيتحول الوضع في لقاوة الي ساحة من القتال وتريق مزيد من الدماء في المنطقة التي لم تتوقف فيها شلالات الدم ابدا،بسبب سياسة الحكومة التي تدعم الاطراف المتحاربة بالسلام،واقول ان مطالب شباب لقاوة في الكهرباء والمستشفي والطرق،اضيف اليها عامل اخر ومهم ،هو اجبار الحكومة علي ايقاف تدقف السلاح بين الاطراف ليموتوا في المناطق التي يعيشوا فيها،لايمكن للتنمية ان تستمر ما دام الحكومة تتكرم بالسلاح في المنطقة،شكرا علي السلمية يا شباب لقاوة ،وشكرا علي القوة التي اظهرتموها ،وافشلتم مخطط الانتماء الي الحركات المسلحة،رغم ان الانتماء الي الحركات المسلحة ليس تهمة ولا جريمة يخجل منها الانسان،ولا الشيوعية ايضا،فهم حركة اسلامية،ماذا جني منهم السودانيين ؟،فالحركات المسلحة لم تحرق قري المواطنين الامنيين،ولم تدعم بالسلاح اطراف ضد جماعات قبلية اخري،ولم تقم الشيوعية بالاغتصاب ضد النساء والفتيات،والحركات المسلحة لم تدعم اطراف ضد اخري في ام كواك ،مرة اخري ان السلمية كانت نموذج الذي اقلق مضجع الامنيين في الولاية والخرطوم.. [email protected]