نهَايَات بقلم: الدكتور نائِل اليعقوبابي * (بكره يا قلبي الحزين تلقى السعاده تبقى هاني وإبتساماتك معاده والسرور يملأ حياتي ويبقى زادا وعيني تشبع نوم بعد ما طال سهادا وأنسى غلبي والرياحين تملأ دربي وأمسح الدمع البسيل يملأ الوساده..). - أبو قطاطي – ** إهداء إلى (....)،. كان بالإمكان، بقدر أقل من الحماقات، أن نشيخ معاً. .. منذ دخولي تفاصيل الدنيا، حيث الوقوع والنهوض، الضحك والألم، لم أسجل نهاية واحدة جيرت لصالحي، سواء بالحب، أو المال، وبناء عليه كرهت النهايات، ومن المعروف أن هذه تخضع للمدارس أيضاً، ففي الاشتراكية ينبغي أن تكون مفرحة، وهم الذين قالوا عن حتمية انتصارها ربما بعد آلاف القرون، لكن ثمة حتمية، وفي الوجودية سنجدها تشير إلى الأشياء بحالها، الربح والخسارة، وكلاهما يخضع لمزاجية الفرد، وفي السوريالية ستختلط الأفكار وستبرز الحيرة، والبحث عن طرف خيط يرشدنا إليها، وعبثاً لأنها مبهمة، وتظل النهايات رهناً للقناعات، والتوقعات، وبما أنني أميل إلى الأخيرة كثيراً، فقد أمضيت سنوات طوالاً من زمني أحملها ما لا يحصل، أتوقع بأنني مثلاً مخلص للآخر، لتأتي النهاية عكس ذلك وأجد نفسي متورطاً بحدث، أو فعلة تقودني إليها المصادفات، لأدخلها بطيبة وأخرج منها (ببهدلة)، وفي الحب كثيراً ما اتهمت من الطرف الآخر بفقدان المشاعر البريئة، وعلّ ذلك بسبب موقفي من الشعارات المطلقة كقولهم (أحبك حتى آخر رمق في حياتي) وهي كذبة، وفي الروايات الرومانسية حيث العشق الأفلاطوني الممل، عليه تأمل عينيها لساعات، أو مداعبة أناملها، مع تقديم زهرة، وسوف يشدني المشهد لتخيل حالة من (التحشيش والسطلان) الثقيل، ومن غير المعقول أن يظل الموقف على ما هو عليه، هل من المعقول فعلاً والسؤال موجه لكل قارئ، ولا أعلم على سبيل المثال أية نهاية لأغنية سودانية قديمة كانت ترددها عجائز قريتنا عليهن شبيب الرحمة، التي تقول كلماتها: ( بالخلا جمال ساري.. قلت رايح وين يا ناري على المحبوب يا ناري قايده بالجنبين..). ومع توقعنا أن النهايات تصب بمسببات وجودها، فعليه يجب أن يتوقف الجمال عن سريه، وتطفىء نار الجنبين، ويلتقي مع الحبيب بالواحة، وإذا كنا صريحين أكثر بعد اللقاء فسوف تقوم الدنيا ولا تقعد، وسيطلب إعادة النظر بسلوكنا، ودراسة جنائية عنا وما تلقيناه من تربية منزلية، وسوف نصنف أبناء شوارع، وما نحمل سوى ثقافة السوق المبتذلة، كل ذلك بسبب النهاية المهذبة من طرفهم لرحلة الجمال، والواضحة من طرفنا. إذن هم الذين يحددون النهاية حسب ما يجدون، وهنا ينبغي أن تخضع للمسؤول وهو يلقنك درساً بالأمانة قبل انتهاء مقابلته لك حتى وإن لم تحقق أية فائدة تذكر، ومع الزوجة ستنتهي بكامل السعادة بعد الفعل، فلولاها ولو لا تفضلها لكنا كلاباً ضالة، تلهث عطشاً، ومع الحكومة ومرتباتها الشهرية، أي بشر نحن لو لا كرمهم، وأي جوع كان سيفترسنا، وإذا (رفستك) الخطيبة بسبب عدم تأمين القرض فعليك الاغتباط كونك تخلصت من الهم الجاثم فوق قلبك، وإن رأيت ابنة صاحب النفوذ السلطوي أو المالي تقود عربتها (بعنطظة) فبارك لها، لأنها الأحق بذلك، اعمل على أن تكون نهايتك منطقية، واتركها مفتوحة للاحتمال الذي قد يجلب لك الحظ، ولا تجعلها مسدولة بقبضة من فولاذ، أما أتعس نهاية يا صاحبي فهي التي تخرجك من دنيا لم تعشها، لتواجه آخرة ستحاسب فيها على كل مفردة لفظتها في غير مكانها، وهنا البؤس الكبير.. صفق.. صفق.. نطط.. وأبشر (يا جنى).. ما دمت حياً بيننا.. فكل نهاياتك سعيدة... راجع الأفلام الهندية على زي ألوان.. [email protected]