ربما لم يترك اتفاق " نداء السودان" الذي ابرمته معارضة الداخل مع قوي الخارج مساحة للكثير من الاحزاب الاخرى التى تقف موقف الحياد مجالاً ، مما دفع احزاب كمؤتمر البجا ان تضغط على قيادة التنظيم لتصدح بموقف تحسب لها في سجل التاريخ ، فحديث رئيس مؤتمر البجا مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد مؤخرا أمام اعضاء حزبة في متمره بالقضارف كان بمثابة نقطة فارغة في سياسة التنظيم مع المؤتمر الوطني طوال اكثر من ثماني اعوام هي عمر توقيع اتفاق الشرق في اكتوبر2006م الذي ادي الى ولوج موسى محمد احمد للقصر الجمهوري ، حيث انتقد الرجل وبوضوح سياسة الحكومة واكد موقفه الرافض لقيام الانتخابات في ابريل القادم طالب بتاجيلها وهو موقف يخالف ما يسعى المؤتمر الوطنى اليه ، كما طالب الحزب على لسان رئيسه موسى ان يتم اطلاق قيادات الاحزاب والمجتمع المدني التى شاركت في توقيع اتفاق "نداء السودان" مع الجبهة الثورية والذين تم اعتقالهم من قبل الدول حال وصولهم ارض الوطن ، واعتبر موسى ان انعدام الحريات اضر بمسار الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية ، واقر بأن قضايا البلاد بحاجة الى جهد جمعي من القوي السياسية كافة. ويرى مراقبون ان هذا الموقف من رئيس مؤتمر البجا الذي يتهم من بعض قيادات الحزب بالسعى للتقارب مع المؤتمر الوطني على حساب الثوابت في القضايا الاقليمية والوطنية من أجل المحافظة على موقعه كمساعد لرئيس الجمهورية يمثل حالة انتقال في المشهد السياسي الداخلى قد يكون لديها تبريرات عدة اهمها حالة التقارب الكبيرة التي بدت بها القوي المعارضة في الآونة الاخير ، اضافة الى المشهد الداخلى المعقد لحزب مؤتمر البجا الذي يترأسه مساعد رئيس الجمهورية موسى والذي لعب فيه التنفيذ السئ لاتفاق الشرق دور مؤثر جعل الكثير من القواعد تتهم قياداته وعلى راسهم رئيس الحزب بعدم الاهتمام بمكتسبات الاتفاق والعمل على تحقيقها خاصة قضايا المسرحين وتنمية المناطق المتاثرة بالحرب . وقال نائب رئيس مؤتمر البجا بولاية الخرطوم عثمان عقيد في حديث مع (المستقلة) ان رئيس الحزب هو من سعى لتبنى خط مخالف لرؤية الحزب التى اقرها المؤتمر العام واللجنة المركزية وهي تقوم على الانساحب من الحكومة ، اكد عقيد ان مماطلة واضحة حدثت م رئيس الحزب في هذا الجانب الهدف المحافظة على مصالحة مع الحكومة وليس شئ اخر ، واعتبر موقفه هذا لا يمثل الحزب . وانتقد في الوقت نفسه سير عملية تنفيذ اتفاق سلام الشرق وقال ان المؤتمر الوطني أكثر من استفادة منه ، واعتبر استمرار أزمة المسرحين حتى اليوم على الرغم من مرور نحو (8) اعوام من عمر الاتفاق يعود الى ضعف ضباط جبهة الشرق بسبب حالة التشزي التى وقعوا فيها . ويرى محللون سياسيون ان حديث رئيس مؤتمر البجا موسي محمد احمد امام فعاليات مؤتمر الحزب بالقضارف لا يخرج من سياق محاولة ضبط حالة الانفعال والسخط التى تسربت وسط الكتله الفاعلة من الكوادر ازاء حالة التقارب المفضوحة مع المؤتمر الوطني في كثير من المواقف السياسية ، في الوقت الذي لم تخدم هذه الحال مستوى التنفيذ لاتفاق سلام الشرق بالدرجة التى تخلق التوازن المقبول ، بينما البعض يعتبره محاولة لسبر الواقع وايجاد مواقف جديدة في ظل حالة التباين الكبير الذي ترسمه الاحداث المتسارعه في المشهد السياسي ، ليس فقط على صعيد تحالفات القوي المعارضة وانما على مستوى التفاعل الاقليمي والدولي في المنطقة ورغبته في احداث تغيير . لكن هذه الرؤية محدودة في وجهة نظر البعض وفيها كثير من القفذ على واقع الحزب . [email protected]