يبدو أنها المرة الاولى التي يكون فيها الاستاذ جمال الوالي رئيس نادي المريخ جاداً في وضع إستقالته على قبة الجمعية العمومية للنادي في مايو المقبل. ومعها يكون جمال قد وضع المريخ بأكمله في مفترق طرق وفي تجربةٍ هي الأولى من نوعها لجهة أنها تجئ في ظل ظروفٍ بالغة التعقيد. ورغم الجسارة التي أبداها الرمز محمد الياس محجوب وإعلانه عن تدارك الامر مبكراً إلا ان ذلك لم يمنع القلق من مساورته لنفوس المريخاب. يراهن محمد الياس كثيراً وبإحساس رومانسي على إستثمار لا تتوافر مقوماته في أرض المريخ وإن إمتلك عشرات الآلاف من الافدنة. فأرض المريخ الحالية غير تجارية بالمرة، ولايمكن ان تُدر المشاريع التي ستُنفذ على الناحيةِ الشمالية الغربية مبلغ المليار جنيه شهرياً وهي تقريباً منصرفات النادي خلال المدة المذكورة. هذا بالطبع إذا إفترضنا انها جاهزة الآن لاستقبال الرواد والزبائن. لابد أن يعرف المريخاب ومنهم جمال الوالي أن المريخ إذا أراد الانتقال إلى مرحلة ما بعد جمال البذخية فلن يتم ذلك إلا بإنتقال سلس. أما مثل هذه القرارات الصادمة ستترتب عليها آثاراً يصعب تداركها. خلال التسجيلات الاخيرة ارتفع عدد المحترفين في كشف المريخ الى ثمانية بفئتي (التجنيس، والاحتراف). كما ان الجهاز الفني يضم ثلاثة أجانب بالاضافة إلى عنصرين وطنيين يحصلان على مرتبات عالية جداً، إضافة الى مدرب لياقة. هذا بالإضافة الى لاعبين وطنيين يحصلون على مرتبات هي الاعلى مقارنة مع مرتبات لاعبي الاندية السودانية الاخرى. كما أن المريخ مواجه بتحدي جديد بإعادة لاعبيه مطلقي السراح رمضان عجب في مايو وامير كمال في نوفمبر. وإذا كان جمال الوالي قد حقق للمريخ من قبل ما يستحق التُفاخر به والاحتفاء، فإنه بذات القدر يضعه الآن على سندان من الحديد الصلب لتطرقه آلات أخرى أشد صلابة. أو فلنقل بصريح العبارة مثل ما بنى فهو الآن يستعد للتقويض والهدم. لو أننا تمهلنا قليلاً على فترة وسياسة التقشف التي إنتهجها عصام الحاج قبل أشهر قليلة لكان المريخ الآن في بر الامان. وكنا سنحصد خيراً وفيراً. نعم الخطوات الاولى ستكون متعثرة جداً ولكن سرعان ما تستقيم ثم ننطلق. فالأهلي القاهري صاحب الارقام القياسية في بطولات افريقيا تسير أموره الادارية والفنية على نهج التقشف الذي حاربه النفعيون. ومن السهل جداً ان تحصل على لاعبين مهرة من حواري افريقيا وبأسعار زهيدة، فلا يوجد في هذه القارة أكثر من لاعبي كرة القدم، بل يمكن التربح منهم بتسويقهم. علينا الآن تقبُل فكرة مغادرة الوالي للديار المريخية مع الشكر الجزيل. ثم نستعد لعهد وسمه التضحيات والصبر والاحتمال، لأننا سنبني من جديد وسيكون البناء مختلف هذه المرة فتاريخنا علّمنا وقد وعينا الدرس. آخر القول نأمل أن يتداعى أهل المريخ بالالتفاف حول السيد محمد الياس محجوب رئيس مجلس الشورى لبحث متطلبات العهد الجديد. واحدة من النصائح التي يجب ان تقدم لود الياس هي عدم جدوى الاستثمار العقاري في المريخ الان. على المريخ الاتجاه لشركات الطيران العربية للرعاية مثل طيران الامارات وطيران الاتحاد وطيران قطر فيمكن أن توفر للمريخ أموالاً ضخمة. أي واحدة من الشركات المذكورة يمكن ان تقدم للمريخ أكثر من ثلاثة ملايين دولار نظير رعاية سنوية للفريق على ان يرتدي شعارها، وبحساب هذه الشركات الغنية فإن هذا المبلغ ضئيل جداً. إنفجرت الاوضاع في كتلة الجزيرة وعقدت اتحاداتها اجتماعا يوم امس الاول وقررت سحب الثقة من ممثلها بالاتحاد الرياضي السوداني الاستاذ محمد سيد احمد. وبررت الكتلة موقفها بحسب الطلب الذي تقدم إتحاد الحصاحيصا لتعرُض مجلس الأخير لمناكفات ومشاغبات من محمد سيد احمد والذي سعى هو ايضاً لطرح الثقة من مجموعة باشري. يتوقع ان تأخذ هذه القضية وقتا طويلاً قبل ان تحسم. معروف عن محمد سيد احمد نفسه الطويل في ملاحقة القضايا القانونية. تستند الكتلة على النظام الاساسي لكونها صاحبة الحق في انتخاب ممثلوها الثلاثة في مجلس ادارة الاتحاد الرياضي لكرة القدم. ولكن ما هي المواد التي تحكم سحب الثقة في النظام الاساسي؟. [email protected]