لماذا نصحو من غفوتنا دائماً متأخرين، وبعدما يموت الآخرين؟! لماذا كما كتبت قبل أكثر من ربع قرن (وردي والتكريم الغيابي) و(لماذا التكريم الغيابي)، وكتبت مراراً بعد ذلك بالترقيم (التكريم الغيابي 1 2 3) وهكذا دواليك.. لماذا نسيان الأعمال الجليلة والخالدة للأحياء؟! لماذا نكون حاضرين لتمجيدهم فقط عند موتهم ونذكر محاسنهم؟!. نطلق كلمتي (رجل ورجال) على ذكر المفرد والجمع.. مثلما نسمي (الأنثى) إمرأة وجمعها نساء أو نسوة.. ولكن (رجل ورجّال) بتشديد الجيم ليس المقصود بهما المعنى (الذكوري) وإنما يقال للشخص (المالي هدومو).. للشخص النخوة.. للشخص المروءة.. للشخص المشارك للناس بحميمية في الأفراح والأتراح.. الشخص (أخو اخوان).. الشخص الذي يعرف ما له من الحقوق وما عليه من الواجبات.. الشخص المزوار الذي لا ينتظر رد الزيارة (واحدة بواحدة).. الشخص الذي يعفو عند المقدرة ويصفح.. الشخص الذي يحب للآخرين ما يحبه لنفسه. جلال (رجّال) و(رجال) ويحمل المعنيين السابقين بجدارة واستحقاق.. (رجّال) و(رجال) بمعنى الكلمة وطبعاً الرجال قليل في هذا الزمن.. جلال (الرجّال والرجال والرجل) فريد في كل شيء.. في ضحكته وابتسامته وعبوسه الذي لم أره طيلة حياتي.. فريد في مشيته.. في وقوفه.. في جلوسه.. في وقفته.. في شهامته مع الكل.. في نومه ويقظته.. في كلامه وصمته.. في كل شيء يخطر ببالك فجلال في المقدمة. أخي وحبيبي وابن عمتي جلال (رجّال) و(رجال).. لم أر شخصاً مخلصاً متفانياً في عمله غير أخي وحبيبي وابن عمتي الآخر سعادة الفريق م. محمد حامد.. وقبلهما العم والأستاذ محمد عبدالله عبدالجابر المعروف بالجد في العمل والجد في الجد والهزل وهو في قمة الهرم البنكي وكذلك في العمل التطوعي بالكثير من المؤسسات والجمعيات داخل وخارج الحي، رحمه الله رحمة واسعة، جلال (رجّال) و(رجال).. كان يخوض المطر ليصل زلط (الجبل) قبل مجرد التفكير (الشرق) ويلحق بالركب في لواري السمك القادمة من الجبل ب (الدغش) لحبه الجم لعمله.. أول الباكرين والواصلين لبنك السودان المركزي.. لم يتحجج يوماً بمناسبة أو مطر أو مرض.. أفنى زهرة شبابه لخدمة بلده بإخلاص منقطع النظير.. ذات مرة وفي يوم ماطر وجد نفسه داخل البنك قبل صلاة الفجر. جلال (رجّال) و(رجال).. كان وجوده في المجلس يضفي جواً من المرح والفرح والسعادة والحبور.. كان شعلة من النشاط.. كان الرقم (واحد) في وجود واستمرار وصيانة وكل ما يتعلق بمسجد الصحابة. رحم الله جلال (رجّال) و(رجال).. رحمة واسعة ومغفرة كبيرة من عندك يا رحمن يا رحيم.. وألهم أهله الصبر الجميل. [email protected]