البلاد تقف بكل زواياها على براميل البارود التي تدفع بها عصابة المؤتمر الوطني نحو لهيب التصعيد حتى يستنفروا قطعان عصاباتهم من قطاع الطرق و ذئاب أمن محمد عطا و المغرر بهم من يفع الجامعات الذين عجنوهم على ثقافة السيخ والسكاكين والتعدي على زملائهم المسالمين ..! زعماء المعارضة خلف القضبان والأمر وكأنه لا يعني الشعب في شيء ليس لأنه لم يسمع بالأمر ولكن الهجمة الشرسة التي واجه بها رصاص هذا النظام لا زالت أصوات طلقاتها تملاْ الآذان صخباً وبعض القلوب رعباً ! الكيزان أتقنوا تقطيبة الترهيب مثلما أجادوا لعبة الترغيب للذين يسيل لعابهم للمال و المناصب و عركوا إستعمال أرخص أدوات التشتيت لكل من يرفع صوت العقل منادياً بحوارٍ متوازن من أجل الوطن لا لمصلحة الوطني فقط وأجندته التعجيزية .. وهم بذلك يزيدون من ركام الأزمة لأنهم يستحلبون عاطفة الناس بأن البلد مستهدفة ممن يصفونهم بالعمالة ، فيما هم منبطحون للأجنبي من تحت الطاولة تنفيذا لإستهداف الوطن بيعاً بالقطاعي ! الحوار عندهم خدعة مثل تمثيلية مفاصلاتهم التي تكشفت فصولها فهم مثل الضباع تتناحر في ظاهر الأمر في بعضها ولكنها تتجمع بلا رحمة على فريستها ! إنتخاباتهم المزعومة هي هروب الى الأمام في محاولة لإستباق زمن سقوطهم وتأجيلة خلف شغل الناس معارضة وشعباً بما يلهيهم عن بحثهم على بوابات الخروج بما نهبوه و ترك ما خربوه وراءهم .. فهم طحالب لا يهمها نقاء المياه التي تصلح للحياة كأوطان يتعايش فيها الجميع .. طالما بالوعة تنظيمهم هي التي تجمع حجافل صراصيرهم أياً كان تمكان منابعها أو مصباتها ! والبلد باتت مسئؤلية الجميع وقد جدد لهم المجتمع الدولي و المنظمات الإقليمية فتل الحبال التي تجعلهم مقيدين الى تكملة مهمتهم بتقسيم البلاد الى خمس دويلات يسهل ابتلاعها وهضمها على من يريد قضمها ولن يجد أجدر في الغباء من البشير وكورس التهليل من وراءه لدفع ما تبقى من الوطن الى الهاوية التي قالوا أنهم لولا أن قيضهم الله لحكم السودان لسقط فيها وياليتهم ما جاءوا ليسقطونا في التي هي أعمق منها ! اربعة أشهر امام شعبنا الأبي بكل أحراره من النساء والرجال شيباً وكهولاً وشباباً لينقذوا هذا الوطن من قرار الهاوية التي رموه فيها وأهالوا عليه زفارة فسادهم و ركام ما حطموه و إطالوا عزلته وهو يئن في ذلك العمق السحيق ويجلس جريحا فوق القتاد الذي أدمى الأجساد حروباً وشتاتاً وجوعاً وفقراً وحرماناً من ابسط مقومات الخدمات التي تتفوق علينا في التمتع بها أفقر بلدان العالم الثالث وكنا في الماضي مضرباً للمثل .. يحج الينا طلاب العلم و الغذاء والكساء والعلاج .. فاصبحنا نتسول الكفاف الآن في بلاد الناس الكرماء تجاه ضيوفها وقاطنيها وهي التي قامت من أجل إنسانية مواطنيها .. بينما إنسانيتنا تضيع في جناجر المنافقين الذي سلطوا الدين لإذلالها وهو الذي نادى بتحريرها من كل ما يعيب حياة الإنسان وكرامته! علينا أن نبدأ باستغلال كل وسائل التواصل صوتاً وصورة وكتابة و ننشط لتأليب الرأي العام الداخلي وبإعِمال الحركة الدؤوبة لقطع الطريق عليهم وكسر شوكتهم بالدعوة الى إضراب مدني شامل تتصاعد وتيرته مع حملاتهم الإنتخابية في المدن والأقليم و خارج الحدود في كل تجمعات الحادبين التائقين الى خلاص الوطن العزيز.. حتى تبلغ ذروة تنفيذه في يوم التصويت ويلزم كل الناس بيوتهم .. لازارع يذهب الى حقله ولا طالب يرتاد مدرسته او جامعته ولا موظف يخطو نحو وظيفته ولا عامل أو سائق يدير مفتاح ماكينته أو سيارته وحتى الجنود الأحرار من غير المؤدلجين يصعدون من عصيان الأوامر في كل مناحيها التي قد يلجأ اليها موالو النظام والمنتفعين والذين لا نتوقع إستسلامهم بسهولة وسيقاومون بالطبع لوأد هذه الدعوة التي يصبح مصيرهم مع نجاحها كمصير نيكولاي شاوسيسكو الذي زحفت عليه الجماهير بعد تنفيذ الإضراب العام الذي شل البلاد من مدينة تيماشوارا الثائرة وصولاً الى بوخارست الفائرة كالمرجل .. وهي دعوة نريدها أن تكون من مدني والأبيض و دنقلا والدامر وكسلا وبورتسودان والفاشر وكل أركان ومدن ونواحي السودان لتلبغ مداها في الخرطوم ذلك السودان المصغر.. حتى نصيب هذا النظام بالشلل الكامل من حيث لا يحتسب .. إذ أنه لطالما راهن على كسب جولات بقائه على القوة التي يجابه بها القوى الخائرة من الجوع والمهمومة برزق الغد سهراً ومهدودة الحيل و اللاهثة نهاراً مشغولة بما يسد رمق حواصلها الزغب ! فهلا جئناهم من البوابة التي تسع كل الناقمين فيسدونها على الهاربين منهم والخائفين ! وإلا فعلى الوطن السلام ولنضرب له تعظيم بدمعات الوداع لماتبقى منه والذي بات على جراحته النازفة كرة ستتبادلها أقذر الأقدام توزيعاً بأريحية من لايملك إهداءً لمن لا يستحق الى أجل غير مُسمى . [email protected]