"مادمنا نوقن من أن طبيعة اﻷشياء ﻻ تأتي مخالفه فمن البديهي أن تكون توقعاتنا أيضا ﻻ تأتي على ذات النسق ." اكثر مايظلم النفس هو شعورها بالظلم عند الفراغ وإحساسها " بالﻼ قيمة" عند المقارنة فكل تلك اﻷحاسيس هي الدافع اﻷقوى لطرد الشعور بالراحة او التوافق مع النفس. %70 من البشر يموتون بأسباب نفسية ترجع كلها لعدم الظن الحسن بالنفس. إن كنا نؤمن بما نريد ونحسن اﻹرادة لما وصلنا لكل هذا العناء، أكثر مايؤرقني ويؤلم ضميري ذلك الفهم السئ لطبيعة عمل اﻷطباء النفسيين، فأكثر السودانين يؤمنون بأن الطبيب النفسي هو ذلك اﻹنسان الذي نصل إليه وفي أيدينا قيود وسﻼسل، بإعتبار أن مرحلة الطبيب النفسي في السودان هي مرحلة اﻹنهزام النفسي والموت السريري التي ﻻ يصل إليها إلى المجنون . كنت وﻻ زلت اتعجب لردة الفعل التي قابلت بها إحدى " النسوان" المريضات نفسيا وليس جسديا لحديث الطبيب الباطني عندما شخص حالتها ولم يجد عندها أي مرض سوى الشعور الذي ينتابها في كل وقت، فقال لها " ان مايصيبك مجرد هواجس نفسية ﻻ تحتاج لمشرط أو مقص بل كل ماتحتاجين إليه هو الجلوس مع طبيب نفسي والتحدث معه ليخرج لك كل هذه "الهﻼويس ". نعم الهلاويس التي ظلت تحتضنها تلك المسنة كل يوم دون أن تجد لها عﻼج عند كل اﻷطباء، قالت وفي وجهها دهشة مستغربة تستنكر من خﻼلها حديث الطبيب " إنت قايلني مجنونة " هكذا كانت تظن وتوقن بأن الطبيب النفسي هو الذي يعالج المجانين وليس اﻹصحاء وإن كان كل مايفعله طبيب النفس ﻻ يخرج من كونه إرشاد النفس الضائعة إلى جادة الصواب بأسلوب درسه وعلم تفاصيله. على أطباء النفس ان يقوموا بجهد عظيم يصححوا من خﻼله معتقدات السودانين التي ﻻ تخلوا من كونها جهل بمضمون الطب النفسي وتجاهل لنتائجه، فأغلب المشكﻼت التي يستعصى حلها هي المشكﻼت النفسية وهي أكثر المشكﻼت إنتشارا بين المراهقين والمراهقات هذا بجانب كبار السن وشباب مافوق الثﻼثين، لذلك نجد أن تزايد حالة اﻹنتحار وسط تلك الفئة ﻻ يخرج من تلك اﻷسباب النفسية الخالصة. كسرة : "شكلي ح اودي ناس الحله كلهم الطبيب النفسي باقي كلهم خاشين في المواصفات دي " مجاهد باسان الرأي العام [email protected]