اكثر من اربعين يوما وشباب لقاوة معتصمين من اجل مطالب مشروعة بسيطة تمس شغاف معاشهم وحياتهم اليومية، اكثر من اربعين يوما وشباب لقاوة يشتكون لطوب الارض من اجل حقوقهم الخدمية المشروعية البسيطة و لم ينادو بقسمة السلطة والثروات والكرسي والخدم والحشم مع السلطان، كل ما يريدونه مياه نظيفة كي يكملوا ادميتهم وانسانيتهم، ومستشفيات أو مراكز صحية موضع ثقة يستطيعون معالجة انفسهم فيها، اكثر من اربعين يوما وشباب لقاوة يقولون ان مطالبهم مدارس عادية وطرق معبدة، وكهرباء تنير لهم عتمة هذه الحياة القاسية، لكن يبدو ان لا احد يود الاستماع اليهم ناهيك من ان ينفذ مطالبهم. الأسئلة البسيطة التي تطرح نفسها لكل عاقل بالغ راشد، هو لماذا النظام لا يلتفت الا لمن يحمل البندقية ويقتل كيفما اتفق؟ لماذا النظام يهرول دائما الي الحركات المسلحة ويتودد للجلوس معهم في الدوحة وفرانكفورت واديس ابابا وينفق ملايين الدولارات من مال الشعب في جولات تفاوضية دونكوشتية عقيمة مع معارضة عقيمة هي اصلا كانت في يوما من الايام جزء منه وفي ذات الوقت لا يلتفت ولا يعير الوقفات الاحتجاجية المدنية السلمية أي التفاتة؟ لماذا النظام يجبر الكثيرين علي حمل السلاح وإزهاق الأرواح وذلك عن طريق تطنيش مطالبهم البسيطة الادمية والتي تنطلق وتصب في اصلاح الحال المائل الكئيب وتوفير الحد الادني من حياة كريمة كادت ان تتوقف؟ ثم ياتي يتباكي طالبا وقف الحرب؟؟؟ ان ظاهرة نيل المطالب والحقوق الاساسية بطرق سلمية كفلها القانون والدستور امر مبارك فيه، ويجب دعمه ودفعه للامام من قبل المؤسسات المدنية الحقوقية والنقابية لنيل الحقوق، هذا معطيات اعتيادية لا ينتطح حولها عاقلان، وان علي السلطة ان تهتم وتصغي لاهل لقاوة، وتحاول ان تصل معهم لحلول جذرية ولو تدرجية جادة وليس تسويفية لقتل الوقت وامتصاص حماسهم. وعلي اهل لقاوة الاستمرار في الاعتصامات و الوقوف خلف مطالبهم مهما خذلهم المتخاذلين، وتركهم العالمين، من اجل ابناءهم ومستقبلهم ومستقبل المنطقة ومن اجل نيل الحقوق لا بد من الاستمرار في هذا العصيان المدني السلمي الي اخر مدي، خصوصا نحن نعيش في عصر تبا له، لا تنال حقوقك الا بالمجابدة وفي كبد. اخيرا وليس اخر انه لشيء مؤسف ان تتضامن كل ولاية أو جغرافية مع نفسها لوحدها في وقت الاحن والمحن، فسكان غرب كردفان من زمن الانكليز يتضامنون مع انفسهم بينما بقية الهامش يتفرج عليهم، وكذلك الامر بالنسبة لسكان الهامش الاخر من المناصير الي البحر الاحمر وطوكر ودارفور بل وفي قلب العاصمة المثلثة واطرافها. علي القائمين بالامر الاختيار بين الانصات لمطالب الاطراف والاصغاء اليهم بشكل عملي وبامتياز، أو اتساع دائرة العنف والعمل المسلح وربما يصل الي قلب عاصمة البلاد لنيل حقوقهم وتثبيت مكاسبهم وفي هذا خسارة فادحة للجميع وعلي راس ذلك المواطن المطحون. [email protected]