يبدو أن الأوضاع فى إقليم دارفور مرشحة للمزيد من التعقيدات، وبصورة أسوأ مما كانت عليه قبل عدو أعوام خلت، إذ قال معارضون سودانيون من دارفور, إن تدني إمكانية القوات الحكومية السودانية بالحضور العسكري في أكثر من نصف مساحة الاقليم التى تساوى مساحة دولة فرنسا, دفعها للاعتماد علي سلاح جوي في مناطق كثيرة, وتغطية النقص في الوجود الميداني عبر القصف المدفعي البعيد المدي الذي يصل الي مسافة 15 كيلومترا, في حين وثقت مصادر ميدانية مقتل أكثر من 62 مدني سوداني في 58 غارة نفذتها طائرات النظام السوداني خلال أسبوع واحد. وقال المصدر في بريد إلكتروني: "ارتفع الي 58 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية علي عدة مناطق في قري وبلدات دارفورية(..) منذ فجر الخميس أول يناير الحالي", مؤكدة توثيق مقتل 62 مواطنا مدنيا, هم 13 طفلا دون ال18, و 9 نساءا, والباقي من الرجال,نتيجة القصف من الطائرات(انتنوف- ميج- سوخوي), بالإضافة الي إصابة نحو مائة آخرين من المدنيين بجروح. وإذ طالب المصدر "الدول التي لها تأثير كبير في المجتمع الدولي(..) بالعمل الجاد من أجل وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الجديدة التي ترتكب بشكل يومي, بحق أبناء الشعب السوداني ولإحالة ملف هذه الجرائم الي محكمة الجنايات الدولية", ودعت الي "إدخال النظام السوداني الحاكم في الخرطوم الي موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية, بتنفيذه خلال أسبوع نحو ستين غارة جوية بحق أبناء شعبه, وقتله وجرحه نحو 150 منهم". وقالت مصادر معارضة سودانية, إن القوات النظامية تكثف من وتيرة القصف الجوي, نتيجة عجزها عن الوصول الي مواقع سيطرة قوي المقاومة, مشيرة الي أن طائراته "تنفذ أكثر من 10 طلعات جوية يوميا, انطلاقا من مطارات(الفاشر- نيالا- الجنينة- الابيض- الخرطوم) الي دارفور. وقالت المصادر, إن الطائرات خلال تلك الطلعات نفذت ما يزيد عن ال 6 غارات يومياً من طائرات إنتنوف وحدها. وأوضحت المصادر أن هذا القصف "يأتي تعويضا عن الحضور الميداني, في ظل عجز النظام عن الوجود في الميدان", مشيرة الي أنه " لا يمتلك قوات نظامية تغطي المساحات الشاسعة في دارفور". وقالت إن الدعم الجوي "يواكب القصف المدفعي البعيد المدي في بعض المناطق". وقال المصدر الميداني الموثوق, أن طائرات النظام الحربية "نفذت ما لا يقل عن 40 غارة, إستهدفت عدة مناطق في قري شرق جبل مرة,وعن 18 غارة في مناطق ابوليحا ومسكي بمحليتي امبرو وكرنوي قبل يومين. وتُعتبر مجازر قري شرق جبل مرة خلال أسبوع المنصرم هى الأسوأ والأفظع منذ إستئناف القتال بعد توقف الأمطار وحلول فصل الشتاء, حيث سقط 53 مدنيا من جراء القصف, وتضاف مجزرة شرق الجبل الي مجازر أخري في شمال كتم بابوليحا ومسكي. [email protected]
