قبل أعوام قليلة كان مولانا الحسن الميرغني، يدير اجتماعا لقطاع التنظيم.. كان بين يدي الميرغني الابن جهاز حاسوب صغير يسجل فيه الملاحظات ..في ختام الاجتماع طلب الحسن الذي تلقى تعليمه في الغرب من الحضور أن يمدوه بعناوينهم الإلكترونية حتى يرسل لهم محضر الاجتماع.. لم يجد مولانا غير نظرات استغراب.. الشيوخ والخلفاء لا يجيدون لغة الحاسوب.. من ذلك المشهد ظن المراقبون أن مولانا محمد الحسن الميرغني سيقوم ب(فرمطة) الحزب وإعادة تشغيله على أسس جديدة. غاب مولانا عن السودان فترة من الزمن.. قبل أن يصل كان اسمه يصل لمفوضية الانتخابات باعتباره ممثلا للحزب الاتحادي.. الوظيفة صغيرة ولكنها مفتاحية.. بعد ما وصل الحسن الخرطوم اتجه مباشرة إلى مصرف مرتبط بالطريقة الختمية.. كانت هذه إشارة غير مريحة تربط السياسة بالتجارة.. دهاقنة السياسة في المؤتمر الوطني فكوا مبكرا شفرة الرجل الذي ارتدى ثياب المصلحين وتمكنوا من التواصل معه. أمس الأول عرف الناس لماذا أصر مولانا الميرغني الصغير أن يودع اسمه في المفوضية.. بذاك التفويض تمكن السيد الصغير ومعاونوه الكبار من إدخال الحزب الاتحادي إلى حلبة الانتخابات.. بالطبع حتى وقت قريب لم يكن معارضو الانتخابات من الاتحاديين يدركون أهمية الختم الذي يحمله نجل الميرغني. حسنا.. المخلصون في الحزب الكبير اجتمعوا أمس الأول منظمين لصفوفهم ضد التيار الذي يسعى للمشاركة في الانتخابات.. اجتماع الاسكلا الذي ضم أطياف من الاتحاديين.. وقبله التيار الذي قاده الشيخ أبوسبيب كلها تعني مؤشرات موجبة على صعيد الحزب الاتحادي.. الذين تجمعوا في الاسكلا فيهم محمد سر الختم الميرغني.. ومن رجال الأعمال طه علي البشير ومن الأكاديميين البروفيسور البخاري الجعلي.. بل فيهم خلفاء مقربون من السيد.. كل هؤلاء قالوا (لا) بأشكال مختلفة في وجه الميرغني. في تقديري أن السيد الميرغني وصلته رسالة مهمة.. السودانيون أصابهم التغيير الذي شمل شعوب مجاورة.. اغلب الظن أن مولانا سيتعامل في هذه القضية بحكمة افتقدها ابنه الزائر.. سيراهن مولانا على عامل الوقت حتى تمر عاصفة الغضب بسلام.. سيخيل مولانا الأمر للمؤسسات الغائبة منذ عقود وعهود. بصراحة.. نحن بخير مادام الذين كانوا يخلعون النعل أمام السيد ينتفضون ضد خيارات زعيم الحزب.. العافية درجات. التيار