فى كثير من الأحيان أتهم من قبل الأصدقاء وبعض أفراد الأسرة باننى (جاهل) كرويآ ، لعدم ألمامى ومتابعتى لتفاصيل العملية (الكروية) ، ودائمآ مايحاول ( أبنائى) تشجيعى ودفعى دفعآ لمتابعة مباريات كرة القدم بصفة خاصة ، وكانت أغلب مساهماتى (الحوارية ) لاتتخطى ملاحظات حول الجوانب الادارية والأضاءة والأخراج التلفازى والتعليق على ملابس اللاعبين وألوانها وأنفعال المعلق الرياضى وهو يوصف أشياء لا أراها أمامى ، هذا عن المباريات المحلية ، واذهب احيانآ الى مجادلة فى بعض المقارنات ( الغير عادلة ) مع مايعرض فى القنوات الفضائية من مباريات خارجية (خليجية أو اوربية ) ، لدرجة أن ( الأتهامات ) طالتنى من أقرب المقربين بأننى أتمسك بموضوعات شكلية وأتراك جوهر الموضوع فى المنافسة ( الكروية) والروح الرياضية و( اللعبة الحلوة ) ، بعد كل هذا فلست أدعى معرفة بالتفاصيل الموصوفة والتى وضعتنى موضع (جهالة) ليس عسيرا على أحد أثباتها وتأكيدها ، شاءت الأقدار أن يتسع الوقت لمشاهدة مبارة القمة على درع الأستقلال وأنطلاقآ من أعترافى السابق فاننى لست بصدد الحديث فيما لا أعرفه من جوانب فنية ومسميات خاصة بفن اللعبة ، وسأركز على ماأعرف ، فى البداية ألجمت الدهشة لسانى عندما قرأ المذيع أسماء اللاعبين ، فسمعتهم منسوبين لدول أتوا منها ( أثيوبيا ، نجيريا ، الكمرون..ألخ) ، هذا أمر يخص (خبراء) الكرة ولا أدرى أن كان أمرنا (كرويآ) يستقيم باستجلاب لاعبين من خارج البلاد أم تطوير لاعبونا السودانيين ، علمت أن هذا الأمر مكان جدل بين أهل الكرة والأتحاد العام والأندية فكل هؤلاء ( تجنسوا ) وأصبحوا سودانيين ، طيلة المباراة تكررت حوالى (15) اسمآ من جملة (22) لاعبآ (غير الاحتياط) ربما كانوا سودانين بالميلاد ، أضافة للمدربين ومساعديهم ، تملكنى أحساس بأن ملابس اللاعبين لاتناسبهم بعض اللاعبين (شورتاتهم ) تحت الركبة وأخرين فوقها ، أكمام ( الفنايل) متهدلة على أكتافهم ، الشرابات مختلفة الاطوال و الالوان ، أنتهت المبارة بفقرة تكريم اللاعبين والحكام والمدربين ، وسط الأضاءة الخافتة التى غيرت ملامح السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية ومن معه من المسئولين اللذين شقوا طريقهم بصعوبة الى حيث فسحة بين الحشود سميت ( منصة) ، قبل صعود اللاعبين قام شخص بوضع (شالات ) ربما تكون علم السودان على ( كتفوف ) النائب الأول و من معه بطريقة فوضوية وخارجة عن أطار أى بروتوكول ، بعض ( اللعيبة ) تم تعليق الميداليات لهم بالطريقة المعروفة ، أخرين أستلموها فى أيديهم ، المصافحة خارج الأيادى ، السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية ومن معه نزلوا كما صعدوا ( للمنصة ) دون أى ترتيبات تنظيمية ، الكاميرا تابعتهم فى طريقهم خارجين ، لاسلام جمهورى كما هو متبع فى مثل هذه المناسبات أو ربما كان هناك سلام جمهورى ولكن المنظمين فى عجالتهم من أمرهم فلم يتم بثه ، الجميع يعلم بان استقلال السودان كل عام فى الاول من يناير ؟ من هو المسؤول عن تنظيم مثل هذه الفعالية ؟ ومن هى الجهة التى نظمت المباراة ؟ و لماذا لم تقام فى الايام الرسمية للاحتفال بالاستقلال ؟ و لماذا تحسم المباراة بالقرعة بدلآ من الوسائل المعروفة ؟اعتقد ان (مقاول ) المناسبة لم يراعى مشاعر الجمهور الرياضى ، الان فهمت لماذا يشجع الآف من السودانيين الفرق الاجنبية ! [email protected]