أول أمس تلقي الحزب الشيوعي (كرت دعوة)أنيق من رئاسة الجمهورية لحضور مناسبة افتتاح القصر الرئاسي الجديد،ولما كان ولا زال الحزب الشيوعي يقاطع (مناسبات)السدنة ودعواتهم وحوارهم المضروب وانتخاباتهم المخجوجة سلفاً،فإنه قاطع أيضاً دعوتهم هذه وأهملها،فالسودان لا يحتاج لقصر رئاسي جديد،بقدر حاجته للدواء والغذاء علي سبيل المثال . وهؤلاء الذين اقترضوا المال لبناء القصر الجديد،لم يقولوا للشعب السوداني،الشاهد علي فسادهم،ماهي مبررات إنفاق الأموال علي قصر جمهوري جديد،وهل ضاق القصر القديم علي ساكنيه،أم أعجبهم قصر أردوغان الفخيم!!،أم ياتري أن اختراق(المجانين)للقصر الجمهوري في أوقات سابقة استدعي قصراً جديداً بمواصفات تأمينية جديدة . علي كل وبحساب الاقتصاد فإن القصر الرئاسي الجديد هو عبء علي الميزانية،وعلي أجيال قادمة ستسدد حتماً القروض التي استدانها النظام،طالما كان القصر ذات نفسه غير مساهم في الناتج المحلي بأي مليم . وكيف يمكن لدولة ينهار اقتصادها،ولايجد 75% من سكانها مياه الشرب النظيفة،ويقبع 95%من سكانها تحت خط الفقر،أن تنفق الأموال الطائلة في بناء قصر رئاسي جديد،وهل يتطلب إدارة شؤون الدولة القصور المكندشة،واللامعة ذات الحوائط الرخامية؟؟ بل كيف كانت ولا زالت تدار أمور السياسة والحكم في بلاد متقدمة،من مباني بسيطة مثل سائر مباني الناس!! قال قائلون،ربما ضاق القصر القديم علي الطاقم القديم،بسبب الاتقاقيات اليومية التي يعقدها السدنة مع بعض المؤلفة قلوبهم والذين يطالبون بمناصب سيادية داخل القصر الجمهوري،فيمنحهم المؤتمر الوطني بعض الأمتار المربعة فيه،وبعض الألقاب الرنانة مثل (مساعد حلة)،أو مرمطون،فلا يعترضون طالما كانوا يحظون بالامتيازات،ويخرجون من مكاتبهم في أسطول من العربات ومن خلفهم وأمامهم الحرس المدجج بالسلاح،وربما قال آخرون أن النظام الآيل للسقوط يحتاج إلي دفرة روحانية،عن طريق شيوخ ومولانات (حاضرين وغائبين)برعوا في تضليل الناس عن طريق التنبؤات بطول عمر (الإنقاذ)،أو ربما كان القصر القديم(مليان)بالفئران التي أخافت بعض المتنفذين فقرروا الرحيل إلي أماكن جديدة،ليس فيها غير(الكدايس). وعلي كل نأمل أن يجد المراجع العام لجمهورية السودان،الفواتير الأصلية والعقود الأصلية،كيما يتأكد من أن المال العام صرف علي الوجه الصحيح،وأن الشركة التي شيدت القصر الجديد،إلتزمت بالمواصفات المطلوبة للأسمنت والسيخ والخرصانة،حتي لا ينهار القصر الجديد علي ساكنيه يوماً كما انهارت عمارة الرباط في سالف العصر والأوان. كما نرجو ان تنشر تقارير المراجع العام علي الملأ،وألا توضع تحت التربيزة مثلها مثل تقارير البنوك،التي سرقت أبوك. وغني عن القول فإن أولي مطالب الشعب السوداني بعد سقوط الإنقاذ الوشيك هو تحويل القصر الرئاسي الجديد لمستشفي حكومي يعالج المواطنين مجاناً علي نفقة الدولة،حتي ينأي المرضي وبخاصة الفقراء عن المستوصفات الخاصة علي شاكلة(الليمونة)وأخواتها،وسيحكم السودان حكماً عادلاً ولو من راكوبة أو ضل شجرة . قصر رئاسي ؟؟ والسدنة يرقصون علي السلم الخماسي،ويلعبون لعبة الكراسي،وكان انت نسيت أنا ما ناسي [email protected]