النظام الإسلاموي الحاكم في السودان، يمثل خطرا كبيرا على كل دول المنطقة وخاصة دول الجوار وهو يتعامل مع الكل مواطنيه في الداخل والدول المجاورة (كفتوة) الحى أو مثل (البلطجى) كما يقولون في مصر و(الشفتة) كما يقولون في اثيوبيا. للأسف هده الدول جميعها تظن مخطئة بأنها يمكن أن تتعامل مع النظام (الأرهابى) سياسيا وأنه نظام يحترم تعهداته واتفاقاته مع الآخرين، في الحقيقة ما يهم النظام ان لا تجد المعارضة والمقاومة السودانية اى موطأ قدم في دولة من دول الجوار تسبب له الضيق وتؤدى الى اسقاطه وفى ذات الوقت يعمل في سرية وعلنا منسقا مع الجماعات والحركات الإسلامية المتطرفة في تلك الدول لزعزعتها وعدم استقرارها واسقاط الأنظمة القائمه فيها ليستبدلها بأنظمة اسلاموية لتحقيق الحلم الوهم بإقامة (الخلافة) الإسلامية على غرار الخلافة العثمانية. علينا أن نتذكر بأن الأزمة التى حدثت في افريقيا الوسطى ولا زالت وأدت الى ابادة جماعية متبادلة بين المسلمين والمسيحيين كان خلفها نظام السودان. وعلينا أن نتذكر بأن نظام (القذافى) حينما سقط تفاخروا بأنهم قد كانت لهم يد عليا في اسقاطه، بل في مقتل (القدافى) نفسه بتلك الطريقة البشعة. ولو لم يقتلع الشعب المصرى في ثورة 30 يونيو (الإخوان المسلمين) خلال عام واحد وبذلك لم يمكنونهم من تأسيس (دفاع شعبى) و(شرطة شعبية) وأن تتسرب كوادرهم الى داخل جسد القضاء والخدمة المدنية، لأعترف تظام (الخرطوم) بدور له في اسقاط (مبارك) وفى دعم الإسلاميين وفى مدهم بالسلاح الدى تتدفق على سيناء عبر ميناء بورتسودان ، وجزء منه بقى في سيناء والباقى ذهب الى (حماس) في غزة، لذلك ضربته (اسرائيل) في اكثر من مرة قبل أن يتحرك من بورتسودان. وعلى (الأرتريين) أن يعلموا بأن نظام (البشير) يستهدفهم ويعمل على قيام دولة (اسلاموية) في ارتريا من خلال عدد من الإسلاميين الذين لهم علاقات قديمه ومستمرة مع نظام (الخرطوم) وبعضهم تخرج من الجامعة الإسلامية أو جامعة (افريقيا) التى تخرج ارهابيين أكثر منهم علماء دين. وهناك قناة (تلفزيونية) تسمى (الحوار) تابعة للتنظيم العالمى للإخوان المسلمين تبث من (لندن) ويديرها متطرف سورى، تقدم برنامجا اسبوعيا عن ارتريا يتحدث فيه ويتصل به (الإسلاميون) المتشددون الأرتريون. معلوم كذلك أن نظام الخرطوم ظل داعما للمسلمين (الأرومو) بحكم علاقتهم وقربهم من الصوماليين وتحدثهم بلغة مشتركة، ومعروفة علاقة النظام السودانى المميزة، بكافة الحركات الإسلاموية المتطرفة في الصومال ودعمها بالمال. وبالعودة (لمصر) الدولة الكبيره في المنطقة، علينا أن نتدكر في اول ايام الإطاحة (بمرسى) وتنظيم الإخوان المسلمين، خرجت مظاهرات داعمة لهم في شوارع الخرطوم يقودها (السنوسى) القيادى في (المؤتمر الشعبى) الذى يترأسه (الترابى) والى جانبه مجموعة (المؤتمر الوطنى) بقيادة (الزبير محمد الحسن) الذى انتخب (أمينا) للحركة الإسلامية السودانية، وذدلك كان اول تجمع وتوافق يضم (المؤتمر الوطنى) و(الشعبى) منذ المفاصلة، تبعه اتفاق معلومة تفاصيله والى اين وصل. اكاد اجزم أن احد اسباب عودة (الترابى) الى أحضان (تلميذه) البشير، هو سقوط نظام (الإخوان) في مصر، وتكليف (الترابى) بدور لا يستطيع القيام به (البشير) ونظامه، بعد أن استقر الوضع (للسيسى) والقوى الثورية الداعمة له والعالم كله شاهد (البشير) وبعد أن قال للصحفيين في مؤتمر صحفى بعد سقوط (الأخوان) .. " لا تطالبوننى بأن اؤيد من أو أن أقف مع من " .. عاد بعد شهور قليلة جالسا مثل (الأرنب) الى جوار (السيسى) مطبعا العلاقات مثلما كانت في عصر (مبارك) ولدرجة تلهفه على تطبيع العلاقات ونيل رضاء (السيسى) لم يهتم للفخ الذى نصب له بالجلوس تحت خارطة تظهر انتماء (حلائب) لمصر. كما هو واضح فأن (البشير) لا يقوى على مواجهة (مصر) متضامنا مع (اخوانه) المسلمين (جهرا) و(علنا)، وفى نفس الوقت لا يستطيع مقاومة أوامر (التنظيم العالمى) الذى تقوده قطر وتركيا، لذلك كان الحل في عودة (الترابى) لكى يقوم بهدا الدور، ولذلك صرح (الترابى) الغبى قبل يومين بان (السيسى) قاد 4000 مصرى للانقلاب على نظام (مرسى)، وتلك كذبة كبرى لا يخجل منها رجل مثل (الترابى) خطط وشارك في انقلاب (كامل الدسم) عام 1989 على نظام ديمقراطى لا يمكن أن يقارن بنظام (الإخوان) الذى يدعو منهجه (للديكتاتورية) والى عدم الاعتراف بدولة (المواطنة) والدى يتعامل مع (المرأة) المسلمة كمواطن درجة ثانية ومع (المسيحى) كمواطن درجة ثالثة. لقد كذب (الترابى) كعادته فثورة 30 يونيو المصريه ، كنا من ضمن شهودها وقد شارك فيها أكثر من 30 مليون مصرى فى جميع انحاء مصر وهى ثورة (ملهمة) انقذت افريقيا من انتشار (الإخوان المسلمين) ومعهم كأفة (الإرهابيين) الإسلاميين من الإسكندرية وحتى (كيب تاون)، وهم في النهاية جميعهم سواء (داعش وقاعدة وإخوان مسلمين وسلفيين). ما يهمنا كسودانيين أن نحذر هذه الدول التى تحيط بنا وقادتها .. ونحن افضل الشعوب التى خبرت (الإسلاميين) بأنهم سوف يندمون اذا واصلوا تساهلهم مع هذا النظام الإرهابي (الشرير) يوم لا ينفع الندم .. ونحن نعلم وندرك بأن الأنظمة خاصة (المتجاورة) لا بد لها من علاقات مهما كان شكلها وحجمها مع دولة مجاورة، لكنها في مثل حالة نظام (البشير) لا بد أن تكن في الحد الأدنى وبوعى تام وعيون مفتوحة لا تنام. ونحن لا نريد من أى دولة مجاورة أم غير مجاورة أن تتدخل عسكريا في وطننا وأن تعمل على ازالة النظام القائم بالقوة، لكن عليها أن تفتح ابوابها (للمعارضة) السودانية بالطريقة التى تراها مناسبة، وأن تمارس على النظام ضغوطات في أى مجال أو محفل خاصة في التجمعات الدولية والإقليمية. فمن العيب بل من المخجل أن تدعم الدول الأفريقية والعربية ترشيح مرشح لنظام ارهابى و(ديكتاتورى) لكى يفوز ذلك المرشح بمنصب أممى أو اقليمى مرموق. اللواء الليبى (حفتر) ينصره الله، أكثر من يفهم (الإسلاميين) فى المنطقة .. ولو فهمهم الأخرون مثله لأصبح حالهم مثل حال (داعش) فى العراق هذه الأيام. [email protected]