27 يناير العام 2014م ومنذ الصباح كل السودان يترقب المفاجأة الداوية التى سيلقيها رئيس الجمهورية مساء عبر خطاب موجه للشعب السودانى كانت مخرجاته ما أصطلح على تسميته آنئذ بالوثبة التى حملت مبادرة من المشير البشير رئيس الجمهورية لحل مشكلات السودان جميعا عبر الحوار. اليوم يمر العام الاول على خطاب الوثبة وتنقضي 365 يوما لم تحمل فى مضمونها غير الدوران فى فلك الحوار الوطنى وتجتمع الاحزاب وتنفض ولكن حتى اليوم لم يلمس احدا الحوار فى ذاته فكل الاجتماعات والتكوينات تمضي نحو كيفية عقد الحوار ومكوناته دون ان يلج احد الى الحوار فى ذاته لمناقشة القضايا الجوهرية فيه. عمومية الحوار التى تتكون من 83 حزبا اجتمعت مرتين مرة كونت آلية الحار المكونة من 7 +7 والتى يرأسها رئيس الجمهورية نفسه وفى المرة الثانية اجازت خارطة الطريق لتمضى الايام وتدب الخلافات فى آلية الحوار نفسها وتنقسم ويمضى الحال نحو اللاشيء حتى الان رغم ان الجميع عول على خطاب الوثبة منذ خروجه للعلن. فى حوار مع رئيس البرلمان مارس الماضي كان الرجل متفائلا جدا بالحوار لدرجة انه اكد ان البرلمان لن ينفض ما لم يدرج مخرجات الحوار الوطنى فى الدستور ويضبطها بالقانون لتكون واجبة النفاذ والرجل عندها لم يكن يتوقع ان تمضي الايام نحو نهاية دورات البرلمان كلها دون اى تقدم احراز نتائج من الحوار الوطنى ناهيك عن اى تقدم ملموس فها هى الايام تمضي وتزف ساعة فض البرلمان ولا جديد فى الحوار الوطنى. نعم لقد أفلح الحوار في إزابة جليد المقاطعة ما بين شقي الحركة الاسلامية وأدى إلى دخول الترابي للبرلمان بعد قطعة 15 عاماً وجعل المؤتمر الشعبى مدافعاً عن سياسات المؤتمر الوطنى كما ان الحوار رتب حراكا سياسيا وافرد مزيدا من الحريات السياسية التى جعلت الاحزاب تقيم ندواتها فى الهواء الطلق بيد ان ما تم لم يكن قريبا من المأمول سيما وان البلاد فى طريقها لانتخابات رئاسية وتشريعية يفترض ان تؤمها كل الاحزاب. وافلح الحوار ايضا فى تحريك المجتمع عبر الحوار المجتمعى وان كان حتى الآن فى طور التخلق الا انه كالحجر الذى حرك بركة ظلت راكدة طويلا ويمكن ان يكون هذا الجانب نفسه الاكثر اهمية فى الحوار الوطنى كله باعتباره يخاطب المجتمعات ويدعو للسلام الاجتماعى الذى تحتاج اليه اللاد بشدة فى هذه المرحلة لرأب الصدوع الكبيرة بين مكونات المجتمع واحساس التهميش الذى اصبح يسيطر على عدد كبير من المجتمعات الصغيرة. بعد مضي عام على الحوار انقسمت القوى السياسية الى ثلاث فئات الاولى تلك التى ارتضت الحوار فى كل الظروف وواصلت سعيها عبر الحوار لحل المشكلات القائمة فى البلاد والثانية هى المجموعة التى رأت ان الحوار انحرف عن مساره واصبح مطية للمؤتمر الوطنى وآثرت الخروج من جمعيته العمومية، اما الفئة الثالثة فهي احزاب المعارضة التى بنت رؤيتها الرافضة للحوار من البداية على ان تقوم الحكومة بتهيئة المناخ عبر الغاء القوانين المقيدة للحريات. نامل ان تكون ذكرى خطاب الوثبة الاولى محركا لقطار الحوار لينطلق فى طريقه الشاق ليمضى نحو غاياته السامية ويحقق المراد منه فى تحقيق السلام والامن والاستقرار للبلاد التى اقعدتها الخلافات كثيرا. [email protected]