من أتعس الاقدار علينا أن نعيش هذه الايام بكل المرارات والصراعات ومحاولات تهميش الاخر حتي المتخصص الحفيص لا أحد يقدر ما يملك من معرفة ومقدرات ليس الحق في المساهمة في قضايا الشأن العام لانك معارض ولا تحمل عضوية الحزب الحاكم !بل ذهبوا بعيدا في ضلالهم قالوا عندك تغريبي تحمل أفكار لا تمت للواقع بصلة ! ومأجور وضليل وعميل وأوصاف كثيرة أقول ليهم كيف تحرّر الأفريقي المتخلّف وأصبح يساهم في تسيير شؤون مجتمعه ودولته ويقرر مصيره عبر الانتخابات الحرة والتداول على السلطة، ونحن نتنقّل بين احكام الطورئ أو بقوّة التسلّط والجمهورية المختلقة من أذهان المثفقين الظلاميين لما تحرّر الإنسان في أمريكا الجنوبية وكنسوا من بلدانهم الدكتاتوريات العسكرية وصاروا ينعموا بالديمقراطية فيختارون حكّامهم ويسائلهم ويعزلهم وبقيت أنت أيها السوداني في تيهك بين الحق التاريخي والثورية المضلله وسلطان فرض الامر الواقع الّذي يبرر الإذعان له بأفضليته على فتنة تدوم عقود من الزمان ألا تحس بالأسى يعتصرك الالم وأنت ترى الإنسان في كل الدنيا يتمرّد على الأنظمة الشموليّة ويطيح بها ويؤسس لعهود من الحريّة والكرامة وأنت تتفرّج على التاريخ متوقّفا تحت وطاءة الجبن والانكسار و ما بين الجوع والجهل لا أريد أحدّثك عن الإنسان في أوروبا الغربيّة وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا، فالفرق بيننا وبينهم كالفرق بين الحر والعبد والحي والميت ألا يعتريك الغثيان وأنت تحدق في هؤلاء العجائز الّذين يعتبرون أنفسهم ظل الله في الأرض بل كأنّهم آلهة لا تسأل عمّا تفعل والّذين لا مناص من أن تصبح عليهم وتمسي تأكل إذا أكلت بإيعاز منهم ولا تتحرّك إلاّ في الاتجاه الّذي يرسمونه ولا تستنشق الهواء إلاّ بإذن منهم؟ لا أدعوك إلى حمل السلاح فمصائبك جاءت من حمل السلاح، وإنما أدعوك إلى حمل القلم وإطلاق اللسان تكلّم أيّها المواطن الّذي حرّره ربه من العبودية لغيره انطلق أيّها المظلوم صاحب الحق المبين تكلّم لا تسكت فإنّهم فسّروا سكوتك الطويل بالرضا بحال الهون والدون ارفع رأسك انتصب وأطلق بصرك وراء القضبان التي اعتدت العيش خلفها انظر إلى العالم يتحرّك في طريق الانعتاق انظر إلى أولئك إنهم ليسوا مجرّد طلاب مصالح علّمتك تجربتك أن تزدريهم، لاإنّهم إخوتك في الوطن والإنسانية تعالوا نكسّر الأغلال ونحوّل مجرى التاريخ لصالح الإنسان العادي بعد أن كان قاصراً على الديناصورات البشريّة وانتم تعرفونهم جيدابالله لو تذوّقتم قيم الحق والخير والجمالمن أجل الوطن تذوّقها كل صباح تفتح فيه أعينيكم لا تتركها لغيركم وهم بلا رحمة ولا قيم ولا تأهيل أنساني يصنع لنا وطن لاترضى بالتصفيق لمن أذلّوك وحنّطوك وألغوا المستقبل من حياتك ارفع رأسك في غير اتّجاه القطيع، وتمرّد على البيئة الّتي وعلّم الناس غير هذا الابتذال و لا تسمع للأصوات المدفوعة الأجر الّتي تخوّفك من المغامرة وتحبب إليك الأغلال التي تكبّلك، استنشق عبير الحرية في دنياك وعبر قصائد الأحرار الّتي كتبوها بدمائهم حتّى لا يسيل دمك ولا تُسيل أنت دم أحد إياك الانغلاق والخنوع للاستبداد والانقلابات العسكرية بتحريف الكلم والقانون ونهج الحياة وتغيير كل شيء عن مواضعه أني أدعوك أيها المواطن أنت تعيش حر ولا شيء أقدس من الحرية بالوطن ولا قيمة لوطن بلا حرية ونحن علي الدرب سائرون . [email protected]