بسم الله الرحمن الرحيم في عصر كل خميس أوجه ( طبعا حكاية مؤشر أنتهت توجيه المؤشر يا أولاد هسه كانت الراديوهات فيها مؤشر يسحب بخيط وزجاجة مسطرة إلى ان تصل الى الإذاعة التي تريدها لو كانت موجة متوسطة او موجة قصيرة تحتاج رفع أريل او انتنا الراديو أو الهوائي). أعود بعد هذا الاستطراد وأقول عصر كل خميس أضبط الراديو علي f m 100 أو إذاعة البيت السوداني وتمتاز ال اف ام على سابقاتها بالنقاء ولا عيب لها الا صغر دائرة بثها الذي لا يزيد عن دائرة نصف قطرها 50 كلم. اتسمر ( وهذه من سمر او مسمار) خميسيا مع برنامج ( زمان النغم ) الذي يقدمه الاستاذ عوض بابكر وعوض يقدم بطريقة رائعة أو يتفرد بها ولا أريد أن اقول إني اكتشفته متأخراً. أريد أن أعترف بأني لا أحب كثير من أغاني الحقيبة ويضايقني البرنامج الذي يقدم كل جمعة ( جلسن شوف يا حلاتن ) وكتبت يوما على صفحات سنايل التي كان يصدرها بيت الثقافة في تسعينات القرن الماضي كتبت ( كفى حقيبةً) وكادوا يخرجوني من الملة. كنت أسجن عوض في ذاكرتي مع الحقيبة . وبعد تجاوزها الى ما بعد الحقيبة وجدت فيه المقدم الفريد او المتفرد عوض لا يثرثر كما يفعل البعض ولكنه يقدم في إيجاز مع توثيق رائع للأغنية والشاعر وعدد مرات التسجيل والفرق بين التسجيلات والمناسبات التي قيلت فيها كل هذا بحث مضني ويدل على ثقافة الأستاذ عوض بابكر. ولا يكتفي بحلقة او حلقتين بالأمس قدم الحلقة الخامسة عشر للاستاذ سيد خليفة وحبي لغناء سيد ورثته وراتةً وعندما يقدم الأستاذ عوض أغاني سيد خليفة مبوبة بالشعراء يكون ذلك الابداع عينه. إن عوض بابكر يتمتع بذوق عالي ويعيش مع الاغنيات القديمة وتسمية البرنامج ( زمان النغم ) كأني بها ترفض أغاني هذا الزمان رفضا قاطعا ولا يسميها أغاني ( جلابية بيضا مكوية وبسحروك ليا) . كما اسلفنا عوض لا يثرثر ويقدم توثيقا مفيدا في كلمات قليلة ويقدم لك أغنيات تعجبك ويخرج لك أغنيات نسيتها الإذاعة ( زهرة الليلاك ) مثلا لا أذكر متى سمعت هذه الاغنية قريبا من أي من الاذاعات فإذا بالأستاذ عوض يخرجها لما ويذكرنا بها بل ويمتعنا بها وبطريقة أدائها المتفردة. وسيد خليفة ذو رصيد ضخم من الأغاني بالعربية الفصحى وبعامية الوسط ، ولا أقول إنها كلها ممتازة . ومن عوض بابكر وعرضه لسيرة سيد الذاتية عرفت لأول مرة أن سيد عمل في شركة ارامكو السعودية الامريكية سنة 1946 لسنة واحدة. وتنقل سيد خليقة بين مصر والسعودية في ذلك الوقت المبكر أكسبه الكثير وأمتعنا بأغاني رائعة وخالدة بإذن الله على الأقل في رؤوس جيلنا. لا نملك الا ان نسجل شكرنا وتقديرنا للاستاذ عوض بابكر ونشهد له بسلامة الذوق وعلو الهمة وسعة الثقافة. اللهم أحفظه وأعنا وأعنه على طاعتك. الصيحة [email protected]