تسعى الدول عادة لتوحيد الوجدان القومي لكل مكونات المجتمع الذي يشكل شعبها وذلك بأعلاء قيم الوطنية و القومية وعدم اذكاء روح القبيلة واستغلالها في العمل السياسي .الا ان طيلة الخمس وعشرين عاما الماضية عادت القبيلة الى الواجهة بعد ان اذكت الانقاذ جذوتها بصورة واضحة وممنهجة وبدعم رسمي من اجهزة الدولة باعلانات واحتفالات منظمة كنا نراها في التلفاز بتأييد القبيلة الفلانية لثورة الانقاذ او تلك القبيلة التي ستعقد او ستجدد البيعة لرئيس الجمهورية او للمؤتمرالوطني حيث كانت في فترة من الفترات تعد من الاخبار الرئيسية التي تتصدر نشرات الاخبار في تلفزيون السودان وكنا نرى في تلك اللقاءات الجماهيرية او بيعات الموت كما كانت تسمى احيانا وذلك في وجود الرئيس او من ينوب عنه و نرى الرئيس ومن معه من المسئولين في حالة رقص حماسي وهم يلوحون بالعصا امام تلك الجموع و بشكل ثابت على ايقاع الدلوكة الذي يمثل قبائل بعينها و لايمثل التنوع الذي يتميز به السودان. واكثر الاشياء دلالة على ادخال القبيلة في العمل السياسي وبشكل متعمد هو التقسيم الاداري للولايات الجديدة فالحكومة استقطعت ولاية غرب كردفان من ولاية جنوب كردفان وهو تقسبم ذا سمة قبلية وايضا ولاية شرق دارفور ليصبح سكان بعض القبائل اكثرية تلك الولايات بعد ان كانوا متعايشين مع القبائل الاخرى دون اعتبارات لاي توازنات قبلية و حتى يسهل ذلك التقسيم على حكومة المؤتمر الوطني السيطرة والتحكم في اي سجل انتخابي وهذا استغلال واضح للقبيلة قي العمل السياسي كرست له الانقاذ. ونرى ونسمع الان المسئولين في الاعلام يتكلمون ويشتكون مر الشكوى من تفشي القبلية وكأنهم لم يتسببوا او يشاركوا في تكريس مثل هذه الظاهرة السيئة وعدم الاعتراف بالخطأ الذي كثيرا ما حزر منه الكتاب والحادبون على الحفاظ على ما تبقى لنا من ارجاء الوطن لكن لم يجدوا اي اذان صاغية لهم بل كانت الحكومة تذيد في غي بعثها للقبيلة في العمل السياسيي الى ان استشعرت خطر ذلك مؤخرا مما حدا بالبشير بالقول امام البرلمان وفي تبريره للتعديلات الدستورية الاخيرة : أدعوكم لإجراء تعديلات دستورية لتقويم تجربة الحكم اللامركزي تمكن المواطن من المشاركة في إدارة شؤونه". ووجه البشير انتقادات حادة لتجربة الحكم في فترة السابقة، معتبرا أنها أظهرت ممارسات خاطئة في التطبيق أدت إلى تفشي الجهوية والعصبية القبلية وباتت تهدد الأمن القومي. كما جاءت الانقاذ ببدعة السؤال عن القبيلة في الاوراق الرسمية للدولة والتقديم للوظائف التي وقف ضدها كثير من السودانيين والسودانيات وحزروا من مغبة الزج بالقبيلة في ارانيك الداخلية والنيابة ولكن كعادة هذا النظام يأتي متأخرا دائما ويغير خطابه فجأة دون ان يتزكر خطابه السابق وكأن هذا الشعب مصاب بفقدان الزاكرة او كأنهم لم يكونوا سببا لما نحن عليه الان من تذايد النعرات القبيلة فطالعنا مؤخرا خبرا مفاده أن البرلمان قد اوصى بسحب اسم القبيلة من الأوراق الرسمية واستمارات التقديم للمؤسسات المختلفة؛ بهدف محاربة القبيلة والجهوية وإفرازتها السالبة، وقال رئيس البرلمان الفاتح عز الدين: إن كلمة قبيلة تشكل الأوجاع، وقال يكفي أن المواطن سوداني)، اما اسوأ ما لم تحاربه الانقاذ وتغاضت عنه واصبح من الاشياء العادية في وسائل الاعلام هو ذيادة و انتشار النكات ذات الطابع القبلي بشكل اوسع مما كان عليه والذي ينمط القبائل السودانية على اشكال مذمومة وتعميم تلك الاشكال على كل قبيلة بطابع تغلب عليه السخرية بشكل يرسخ تلك الصفات في اذهان العامة . [email protected]