أشرف عبد اللطيف من مواطني مدينة بورتسودان، هو أحد أصدقائي ومن القراء المداومين على قراءة (خلف الأسوار). وقد درج أشرف على نشر مقالاتي في قروب (واتساب) يخص أصدقاءه. ويوم أمس، وعلى غير العادة، أرسل لي أشرف رابطاً يضمُّ حسب حديثه مقالاً لي منشوراً في أحد القروبات، وجاء تحت عنوان (سهير عبد الرحيم تكتب من ذاكرة الزمن الجميل). وللوهلة الأولى، ومنذ أن وقعت عيناي على العنوان أدركت أنه ليس مقالي، لأنه لم يسبق أن كتبت مقال بعنوان (من ذاكرة الزمن الجميل)، وبالدخول إلى موضوع المقال فوجئت تماما بموضوع يحكي عن أماكن لا أعرفها وأحداث لا أعلم عنها شيئاً وشخوص لم ألتقِهِمْ. وتعجبت كثيراً، لماذا يضع أحدهم اسمي علي مقال ليس لي؟! والغريب في الأمر، أن مضمون المقال بدا رائعاً جداً، فهناك وحدة في الموضوع، وقوة في الطرح، ورؤية واضحة، وسرد دقيق، كما أن استعمال التشبيهات البلاغية جاء متزامنا مع ظرفي الزمان والمكان، بمعنى أن المقال في حد ذاته لوحة بلاغية جاذبة! وبما أني لا أعلم من هو صاحب المقال، ولا سبيل إلى نشر إعلان تحت مسمَّى (مقال تائه) أو (ابحث معنا عن أب لهذا المقال)؛ فسيظلُّ هذا المقال يدور ويتسكَّع في القروبات ومواقع التواصل، ويحكي ويسترسل عن ذكرياتي التي لا أعلم عنها شيئاًَ! وقبل فترة ليست بالقصيرة، كنت قد تحدثت إلى أستاذ ضياء الدين عن أن بعض مقالاتي تتم إعادة تداولها بعد إضافة ثلاثة أو أربعة أسطر في خاتمتها، وهي سطور في معظمها لا تخرج عن دائرة الإساءة إلى آخرين، وتكون بعيدة جداً عن هدف المقال، وتبدو وكأنها تصفية حسابات مع أشخاص يُقحم فيها اسمي. وعلى النقيض من هذا الأمر تماماً، أذكر أنه وقبل عدد من السنوات كان هناك كاتب صحفي لامع، هذا الكاتب وبعد مضيِّ عدد من السنوات على عموده الراتب، اكتشف القائمون على أمر الجريدة أنه من عشاق العم قوقل وأنه يدخل إلى مواقع الصحف العربية والأجنبية و(copy-past) وعادة ما تنتهي ال( past) هذه داخل مساحة مقاله، من دون أن يشير إلى مصدر الفكرة أو الاقتباس، بل إنه في أحايين كثيرة يقوم بنسخ مقال كامل دون أن يشير إلى مصدره، وذلك في انتهاك صريح لمبادئ المهنة وأخلاقيات الصحافة وقواعد الملكية الفكرية مع قرصنة آراء الغير واستباحة أفكارهم. وقد كان ذلك الكاتب مثار تندر من زملاء المهنة، لأنه لم يكن يأبه كثيرا أو يرعوي لأي نقد. وما بين السطو على أفكار الغير واختلاط الأنساب في مقالات مجهولة الأبوين؛ يظل الفكر والرأي والطرح هو مثل حمض ال DNA لكلٍّ بصمته الوراثية وحمضه الخاص، الذي تُفصح عنه كتاباته وتوضح دون حاجة إلى وضع اسم أن هذا مقال فلان وهذه بصمته الفكرية. *نقلا عن السوداني