شخص ذو ملامح سودانية خالصة .. يبدو عليه جليا سمات اهل السودان من طيبة وسماحة وتدين بلا تكلف ... حظي بتقدير دولي كبير حينما سلم السلطة لحكومة منتخبة ديمقراطيا عام 86 .. وكانت تجربة غير مسبوقة علي نطاق واسع ... ويحترمه عدد كبير من اهل السودان باعتباره شخصية قومية ذات مواقف عليها اجماع كبير ... لذا انتقاده امر يجر الكثير من الاندهاش والغضب .. الا ان الكثيرين وانا منهم بطبيعة الحال نرى غير ذلك .. فالرجل ذو ميول واضحة لاهل الاسلام السياسي ... حينما كان رئيسا للمجلس الانتقالي قدم الكثير من الخدمات للجبهة القومية الاسلامية بقيادة الترابي ... من خلال قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر الانتخابية حتى ظهرت باكبر من حجمها الطبيعي ... مما مهد لها الطريق لاحقا لاجهاض التجربة الديمقراطية .. وان تجثم علي صدر البلاد لمدة 25 عاما قابلة للزيادة.. مارست فيها كل انواع الفشل والاستبداد ... ودمرت البلاد بشهادة الاسلاميين انفسهم ... ومن خلال موقعه في منظمة الدعوة الاسلامية والتي تعتبر من اذرع الجبهة القومية الاسلامية او ايا كان اسمها ... وخليفتها وربيبها المؤتمر الوطني ... قدمت هذه المنظمة كل دعم ممكن للاسلام السياسي السوداني وحلفاءه في المنطقة... مستغلين في ذلك اموال المانحين من الدول الاسلامية التي تبرعوا بها من اجل فقراء المسلمين ... والمسلمين الجدد ولمواجهة حملات التنصير كما يرون ... الا ان جزء كبير من هذه الاموال تذهب للدعم السياسي وان كان بشكل غير مباشر ... معروف للكافة ان العميد عمر البشير قد قام بتسجيل بيان انقلابه الاول داخل منظمة الدعوة الاسلامية ... وان كثير من من يظهرون علي المشهد السياسي او السيرك السياسي الان هم خريجي هذه المنظمة ... وسيظهر يوما ما كثيرا من الادوار التي لعبتها هذه المنظمة في التاريخ السياسي للسودان ... سوار الدهب هو رئيس اللجنة القومية لاعادة انتخاب البشير للمرة الثانية .. وهو انحياز واضح ومباشر للمؤتمر الوطني لان البشير لا يمثل باي حال من الاحوال سوى بعض من ذمرته وليس كلهم .. وهو ديكتاتور وسفاح ويداه ملطخة بدماء كثيرة لا حصر لها في الجنوب الذي كان .. دارفور ... النيل الازرق ... جبال النوبة ... شهداء كجبار ... شهداء بورتسودان ... شهداء سبتمبر ... شهداء العيلفون والقائمة تطول بحيث لا يمكن حصرها في مقال عابر ... وكل من يمكنه من الاستمرار في الحكم بلا شك يداه ملطختان بذات الدماء .... وحينما يصرح سوار الدهب بان البشير هو الشخص الانسب لحكم البلاد في المرحلة القادمة فهذا انحياز واضح للطغيان ... واستسهال بين لدماء السودانيين .. فهل شخص مثل هذا يعتبر شخص قومي ... الشخصية القومية هي الشخصية التي تتخذ مواقفها الوطنية بعيدا عن اي ميول سياسية ويكون علي نفس البعد من كل الاحزاب السياسية .. والتوجهات الفكرية والايدولوجية ... والشخصيات الجديرة بالاحترام هي تلك التي تكون مواقفها جديرة بالاحترام ... لذا علي الذين يسوقون لنا وهم ان الرجل شخصية قومية وجديرة بالاحترام ان يكفوا عن ذلك ... فمواقفه واضحة وجلية على الاقل لنا نحن معارضي هذا النظام ... وكثير من اصحاب البصيرة السياسية ..اعتقد ان الرجل قد خرج من نفس الباب الذي دخل به التاريخ ... وكان لديه فرصة ان يصير احد ايقونات هذا البلد ... ورموزه الخالدة زهير الزناتي 19 فبراير 2015