ظل الشارع السوداني في حاله من الترقب والتكهن بما يحمله خطاب البشير المعلن عن مفاجأه للشعب السوداني ، بعد زياره الرئيس الاسبق للولايات المتحد الاميركيه جيمي كارت،للسودان والذي جاء مخيبآ للامال ومفجعآ اكثر مما هو محبط ومحطمآ لطموحات الشعب المكلوم والمأزوم من نظام الجبهه الاسلاميه، كما كان متوقعآ له ان يكون وياتي صياغ الخطاب باقرار السلطه بسوءالاحوال ، السياسيه والاقتصاديه وحاله الفقر المدقع التي وصل اليها المواطن السوداني وتردي الخدمات الطبيه والتعليميه ودخول البلاد في حاله حروب مستمره في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق مما شكل تهديدآ حقيقيآ قد يؤدي الي تفكك الدوله السودانيه،وبات من المؤكد بان نظام الجبهه الاسلاميه قد اوصل البلاد الي حافه الهاويه والانهيار، وجاءت مطالب الجماهير بتنحي الحكومه الحاليه باحتجاجات سبتمبر ،والتي اسفرت عن مقتل اكثر من الفي شهيد في جميع مدن السودان ،والتي اغفل النظام ارتكابه لتلك الجرائم ،وشرع البشير قبلها بخطوات استباقيه وقيامه بتعديلات وزاريه شملت ،ابرز رموز السلطه والرجل الثاني في الدوله ونائب الرئيس علي طه واحلال بكري صالح نائبآ اولآ له واقاله مساعد الرئيس للشئون السياسيه،نافع علي نافع وابعاده ايضآمن المشهد السياسي وايداعه خلف كواليس النظام،وتاتي تلك الخطوه كاولي الخطوات الاصلاحيه التي يقوم بها الرئيس ،علي مستوي رفيع في الحقائب الوزاريه والمناصب العليا بالدوله ،ومن ثم دعوه الاحزاب التقليديه متمثله في الترابي المؤتمر الشعبي ، وصادق مهدي، حزب الامه ،ومحمد عثمان الميرغني ، وبعض الحركات المسلحه التي دخلت في اتفاق مع الحكومه مؤخرآ وافل عن الحضور الاحزاب اليساريه متمثله في الشيوعي والبعث الاشتراكي وكيان قوي الاجماع الوطني والجبهه الثوريه مبينه بان الخطاب لا يرقي الي مستوي وطموحات الشعب ولا يلبي رغبه المعارضه في حل الحكومه الحاليه وابدالها بحكومه انتقاليه تقود دفه البلاد في هذه المرحله وحل حزب المؤتمر الوطني وارتباطه بالمؤسسات،الحكوميه والغاء القوانيين المقيده للحريات ووقف الحرب في اقاليم الهامش وكفاله الحريات السياسيه،وحل الاجهزه الامنيه التابعه للنظام ،وفك الرقابه عن الصحافه ومحاسبه المسؤلين عن، الجرائم التي حدثت بقتل المتظاهرين في سبتمبر والغاء محاكمه المواطنين في المظاهرات الاخيره ،وتاتي تلك المطالب متزامنه مع ما يشعر به المواطن من الغضب علي نظام البشير ،ويذداد سخطه يومآ بعد يوم ،من تفاقم الازمه بشكل اخطبوبطي،وتتعالي الاصوات بتصاعد كبير لنيل المطالب المشروعه،وحق التعبير عن مستقبل البلاد ،الا ان نظام البشير ظل غير مكترثآ،لمطالب الجماهير،ويحاول انتاج نفس الازمه بمعايير مختلفه واعاده تعبئه السياسات القديمه في قناني جديده،واستهلاك نفس الخطاب،بلغه ركيكه،غير منتقاه وابعد من فهم المواطن،الا ان البشير لا يؤمن بحتميه التغير ،وانه لا يري في السودان اصلاحآ الا به ولا يفكر مطلقآ باستقالته من منصبه،كرئيس للجمهوريه ،بل يمني نفسه بان يلقي حتفه علي كرسي السلطه، علي نهج شاوسيسكو ،ومستعد بان يضحي بكل الشعب وحصد ارواحهم دون ان يشعر بانسانيتهم ،ولكن يبقي هناك دائمآ سؤالآ ارق بال الكثيرين ان البشير في وقت ليس ببعيد وصف شعب السودان كله بانهم شذاذ افاق ومنحلين ومتسولين وبالشماسه،حينما خرج المواطنين ،للمطالبه،بما يكفله الدستور من حق التعبير والراي السياسي،والمطالبه بحقوقهم المشروعه، الا ان نظام البشير لم يتواني في قتلهم فاي مصالحه تلك التي يريدها شعب السودان من سفاح اذاق الناس الامرين وتلطخت اياديه بدماء الابرياء،ام ماذا كان ينتظر من خطابه هذا ام هل المعارضه التي تمثلها النخب الفاشله والتي رأسها الترابي الميرغني المهدي ليست جزآء من هذا الشعب الشاذ،وابنائهم يشاركون في تلك السلطه الغاشمه،فان وجدت عزرآ للشعب فانه قد قال كلمته بصراحه منقطعه النظير اخيرآ،اما المعارضه التي يمثلها هؤلاء فهي من تطيل من عمر نظام البشير،ولم يرحمها التاريخ يومآ وهذه الاحزاب ، مازالت تدمن فشلها وادخلت السودان في هذا النفق المظلم فان كان نظام البشير قد امعن قتلآ في الشعب السوداني منذ استيلائه علي السلطه فهي من ساعدت البشير بارتكاب مزيدآ من الجرائم الانسانيه في السودان بمواقفهم الواضحه مع النظام وقد فشلت من قبل في اداره الدوله السودانيه منذ الاستقلال،فقبل ان يفكر الشعب بازاحه البشير عليه ان يفكر في كيف ان يزيح هولاء المتخازلين ،الذين يباركون له جرائمه السوداء،ويبعون لهم دماء الشعب بابخس الاثمان،فالبشير لا محاله يوقن بان عمره في السلطه قد شارف علي النهايه وبقي له كيف ان يفكرفي الخروج من ازمه المجتمع الدولي ومطالبه المحكمه الجنائيه الدوليه بالقاء القبض عليه لماكمته لارتكابه جرائم ضد الانسانيه في جبال النوبهوالنيل الازرق ودارفور بل في السودان اجمع [email protected]