قرأت تحليل مغتضب لهاني رسلان في تغريدة علي الفيس بك تناول فيها طموح الترابي وتنظيم الاخوان في السودان لإنشاء كيان موازي للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان وتمرده علي القيادة المصرية للتنظيم وعلل ذلك لشخصية الترابي وطموحة في الزعامة بتحالفه مع الجماعات الإسلاموية في آسيا والمهاجرين في اوربا وامريكا. تحليل لا ينكره الواقع وهو مطابق تماما لطموح الترابي وشخصيته المتمردة وعدم قناعته بالقيادة المصرية والمتمثلة في المرشد العام ويرجع ذلك لإعتداد الترابي بنفسه وعلمه الذي يفوق كل القادة الذين تولوا إرشاد الجماعة علي مدي العصور ويحق له كما يرى ويروا اتباعه انه احق بقيادة التنظيم الدولي حسب فهمه وطريقته. الغريب في الامر والذي لا يعتبر مصادفة او خطأ عابر ما جاء به المحلل في تغريدته ونصه "وقد انهارت هذه المحاولةبالطبع لعدم قدرة السودان علي تحمل تكلفتها الإقليمية والدولية " إنتهى. لا ادري عندما يزج بإسم السودان كدولة في مثل هذا التحليل ويعرف الكاتب تماما تعقيدات العلاقة بين هذا التنظيم والدول. لماذا لا يزكر إسم مصر كدولة عندما يتحثون عن الجماعة التي هي مصرية مولدا ومنشأ.؟ اذكر عندما تحدث الترابي بعد عزل مرسي بطريقته الهازئة والساخرة" نصحناهم وقالوا لنا انتم برابرة لا تفقهون". والذي لا يريد الكاتب الإعتراف به ومداراته بإدخال إسم السودان والهروب من الحقيقة التي مفادها روح التعالي والكبرياء في العقلية المصرية والتي قالها الترابي بصراحة ومن غير مواربة. عندما يتحدث الإسلاميين عن مرارة التكبر والتعالي والصفوية بين صفوفهم فيصبح المرض خارجها اشد لان الجميع يعلم ايدلوجا الجماعات التي تتعدى القطرية ولا تعترف بها. يجب التفريق بين جماعة الاخوان دولية كانت او محلية والدولة السودانية التي لم تعجز عن دورها الإقليمي والدولي إلا في عهد هذه الجماعة المظلم التي إختطفت السودان وفتحته لمطاريدهم ابن لادن وعمر عبد الرحمن والغنوشي و الظواهري ووظفت كل إمكانيات السودان وموارده ومنحتهم الجوازات الدبلماسية واسست لهم المعسكرات واتاحت لهم المنابر. واخيرا اقول ما لم يريد قوله الكاتب : وقد إنهارت هذه المحاولةبالطبع لعدم قدرة الجماعة علي تحمل تكلفتها الإقليمية والدولية. خليل محمد سليمان [email protected]