اثار لون فستان منذ ايام جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وانقسم الناس عليه فمنهم من يرى الفستان من اللونين الأزرق والأسود، والجزء الآخر يرى انه من الأبيض والذهبي، وأصل الحكاية بدأت عندما إشترت فتاة اسكتلندية فستان وارسلت صورته الى صديقاتها، ومن هنا بدأ الجدل حول لون الفستان، فقامت الفتاة بنشر صورة الفستان باستخدام هاشتاق، فأنقسم العالم إلى فريقين..!! . وجاء تفسير العلماء للظاهرة ليقول ان السبب يعود الى تفسير المخ للألوان من حولنا بناء على إضاءة الخلفية، في حالة الإضاءة المبهرة يفسر المخ لون الفستان على انه أبيض وذهبي، اما في الإضاءة الخافتة، فان المخ يفسر اللون على انه من اللونين الاسود والازرق، وكان لون الفستان المثير للجدل في الواقع من اللونين الأزرق والأسود اما من يراه أبيض وذهبي يقول العلماء انه تعرض لخداع بصري..!! . في الأحوال كلها رغم حدة الجدل حول لون الفستان فالظاهرة تؤكد ان كل فريق وجهة نظره صائبة وفق مايراه من معطيات أمامه، ومهما استمر الجدل ليقنع كل فريق الآخر بصحة وجهته فالأمر لن ينجح الجميع هنا على حق، ولكن في ذات الوقت لن يقتنع الجميع بان الجميع على حق، وسيستمر الجدل حتى لو تدخل العلماء لفك الإشتباك وحينها سيقع الخطأ على العلم، ومازالت جدلية دوران الأرض أو عدم دورانها تأخذ حيزا من تفكير الناس رغم ما قاله العلم واثبته، ولكن كل يرى المسألة من وجهة نظره..!! . هنا القضية ليست في الإختلاف أو الجدل فهذه هي طبيعة الإنسان، ولكن القضية هي (أزمة طريقة تفكير الناس) ومن يقبل الآخر ويحترم رأيه ويحتكم للوقائع وفق المنظور المحايد الذي يفسر المسائل ويضع لها التبريرات العلمية المقنعه لكل الاطراف، فهناك من يقلب الطاولة في وجه الطرف الآخر حتى قبل ان يسمع مبرراته، وهناك من يشهر مسدسه في وجهك ليجبرك على الإقتناع برأيه بالقوة والعنف، ولكن في الآخر لا يصح الا الصحيح، ولا طريق لإيصال وجهات النظر وشرحها الا الطريق العلمي، والحوار البناء، واحترام الآخر المختلف عنك، لانه ببساطة مهما إختلف معك قطعا هناك معطيات معينة شكلت هذا الرأي الآخر، وخير مثال أمامنا هو فستان الفتاة الاسكتلندية، الذي يعكس ألوانه حسب الإضاء التي يتواجد فيها وعلى حسب ترجمة المخ للألوان وفق الإشارات البصرية..!! مع الود صحيفة الجريدة