أن تُهان أو تُذل فى أى مرفق من مرافقنا الخدمية فهذا أمر عادى.. الغير عادى أن تُعامل باحترام يضعك فى قائمة الإنسان الذى يتمتع بكامل كرامته فى أرضه وبين أهله ، متى ما جئت لقضاء حاجة أمام مُكلف بقضاءها لك فى سهولة ويسر طالما تستحقها مع استيفاء كل شروطها تجد نفسك وقد استغرقت من الوقت الكثير فى تكملتها وهى لا تستحق ، تمكن غيرنا من استكمال معاملاتهم وما لهم من إجراء مع الدولة عبر التقنيات الحديثة التى نمتلكها مثلهم ولا نُحسن استخدامها أو قل هناك من لا يُريدها لنا حتى يستمتع هو بفرض سطوته علينا متى ما اضطررنا للوقوف أمامه لممارسة هذه الطباع السالبة علينا ، على الرغم من تمتعنا بكامل المواطنة مثله لكنها الحاجة يستغلها المرضى من الناس فى تصفية ترسبات نفسية أو هكذا يقول أهل العلم. أما أن تُضرب فهذا تجاوز وتطاول لا ينبغى السكوت عنه.. أهل السودان الذين أرغمتهم الظروف على ترك الوطن والذهاب إلى مهاجر بعيدة بحثاً عن ما يقتاتون به بعد أن تعذر حصولهم على الحد الأدنى من سبل العيش الكريم هنا ، تركوا عائلاتهم وبعضهم ترك مقعد دراستة ليلحق بالهجرة التى ربما تُحقق له ولعائلته بعض الطموحات آثروها على البقاء هنا رغم قُسوتها ، نشهد لهم بأنهم قاموا بآداء ما عليهم من واجب تجاه عائلاتهم وربما امتد العطاء للضعفاء والمُعدمين فى مجتمعاتهم ، خزينة الدولة هى الأخرى ما زالت عبر ما فرضته عليهم من رسوم تُحقق إيرادات عالية منهم ، ما من أحدٍ من هؤلاء إلا وله قصة طويلة مع الاجراءات وما فيها من معاناة هنا فى داخل وطنه أو هناك فى منافذ الخدمات المنتشرة حول العالم فى سفاراتنا والقنصليات ، قصص وحكايات تبدأ من الجهاز المنوط به تنظيم حركتهم وتسيير أمورهم لا تعقيدها وتنتهى بمنافذ الخدمة المتاحة هناك. ضُرب ورُكل أسعد التاى فى بلد لا تخُص لا الضارب لا المضروب. ضُرب ضرباً مُبرحاً بواسطة إخوته فى الوطن أؤلئك الذين ابتعثتهم الدولة خصيصاً لخدمة أمثاله بعد أن علمتهم الدولة كيفية الاعتناء بالغير ، هكذا نفترض نحن فيهم وقد أخذوا جُرعات من الدبلوماسية والتى تعنى فى أحد تعاريفها الكثيرة فن التعامل مع الأخر دولة كان الآخر أو فرد ، حملت الأنباء قصة المهندس أسعد التاي المغترب السودانى وقد ذهب إلى قنصلية السودان فى جدة ، ذهب لتكملة إجراء يخُصه ، لم يذهب إليها ليُقاتل من هم فيها أوتفجيرها بل للاستعانة بهم فى تكملة إجراء مُستحق كفله له القانون ،هل يستحق ما فُعل به مهما كانت حدة الخلاف، قيل أن الخارجية أوفدت وعلى عجل من يستقصى حقيقة الأمر (نتمنى) أن ينال الفاعل ما يستحقه من عقاب.. والله المُستعان... لنا عودة... بلا أقنعة... صحيفة الجريدة السودانية. [email protected]