طالعت في صحيفة البندر الإلكترونية صورا لشاب سوداني يعمل في منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية كغيرها من مئآت الآلاف من السودانيين الذين تقذف بهم بلادهم يوميا الى خارجها بفضل تجبر وتعنت وظلم القائمين على أمرها مما جعلني أقف قليلا متأملا هذا الشعب الذي يرسل لنا كل يوم صفة لا تكاد تجد لها مثيلا بين من يتواجدون من جنسيات مختلفة الجنسيات العربية. فقد جاء في تلك الصحيفة – العتيبي يكرم طبيب وممرضة بالمظيلف. وعلى الرقم من إنبهاري بهذا الشعب الفضيل والذي يثبت كل صباح عظمته الإنسانية إلا أني لم اندهش عندما تأكدت من إسم الطبيب وهو المقداد حمد محمد قسم السيد من قرية التكلة ابشر ولاية الجزيرة. لقد كانت لي صلة بأسرة هذا الشاب حتى قبل ولادته حيث كنت زميلا لأبيه بجامعة أمدرمان الإسلامية في نهاية الستينات من القرن المنصرم ولكن ظروف الحياة العملية فرقت بيننا بعد التخرج على الرغم من أننا نعمل معا في حقل التعليم حتى نهاية السبعينات من نفس القرن وبعدها بدأت موجات الهجرة للعمل بخارج السودان بتنسيق مع الدول فهاجرت الى المملكة العربية السعودية بينما استمر حمد في العمل بوزارة التربية بالسودان. وتواصلت علاقتي معه ومع أخوته فترة طويلة خاصة مع عمه عبد الله والذي كان طالبا بجامعة لخرطوم في بدية الثمانينات ثم انقطعت علاقتنا لآكثر من عشرة أعوام ولم أوفق حتى في الذهاب لتعزيتهم عند سماعي بوفاته منذ أعوام حتى قرأت هذا التكريم من خلال وسائل الإتصال الحدثة الذي أرجع لي أيام شبابي وعنفوانه وذكرياتي وبدأت أبحث عن عبد الله محمد قسم السيد لأسأله عن معرفته بالمقداد حمد وصلته به وكانت المفاجأة أنه ابن حمد رحمة الله عليه. هذا الشاب الطبيب تم تكريمه من قبل المسؤلين في المنطقة التي يعمل بها كطبيب بينما أجبرته دولته بالخروج منها باحثا عن فرص للعمل وتحسين الأحوال وحافظ على سمعة بلده مثل غيره من آلاف السودانيين فيجدر بنا كدولة الإفتخار بمثل هذه الخبرات وتكريمها فهل يسمع أهل السفارة في الرياض والقنصلية في جدة بهذا النداء وهل قبل هذا سمعوا بهذا التكريم. [email protected]