مساء الثلاثاء الماضي، كان المرشح الرئاسي فضل السيد شعيب يعود إلى داره من رحلة مرهقة كانت إلى ولاية سنار.. لم يكن للمرشح الرئاسي وقتا يسمح له بأخذ قسطا من الراحة قبل أن ينصرف إلى منشط آخر.. زيارة شعيب إلى سنار امتدت ليومين، وتم استقلال عربة دفع رباعي جيدة التكييف.. حينما تحرك شعيب من سنار لم يكن المشير البشير قد وصلها بعد.. حينما أدرك شعيب الخرطوم كان مرشح المؤتمر الوطني قد سجل زيارة خاطفة إلى سنار، وتحدث -في حشد كبير- في سنجة ثم عاد إلى الخرطوم.. الفرق الذي حدث، أن المشير البشير كان يستقل طائرة رئاسية، بينما منافسه يركب عربة مستأجرة. الأمين السياسي للمؤتمر الوطني كان قد أكد في برنامج تلفزيوني بقناة أم درمان أن المرشح باسم الحزب الحاكم يستغل الطائرات الرئاسية في طوافه الانتخابي.. منطق حامد ممتاز أن البشير ما زال يمارس عمله رئيسا للجمهورية.. وبناء على ذلك عليه أن يستمتع بكل ما يوفره له المنصب.. استند حامد ممتاز على تجارب دولية تتيح للرئيس الذي ما زال في المنصب استغلال هذه الامتيازات. ربما يكون ذلك صحيحا إلى حد ليس بكبير.. لكن الفرق بيننا وأؤلئك، أن المنافس متاح له استخدام الطائرات الخاصة في طوافه الانتخابي.. وذلك بسبب تكافؤ الفرص بين المرشحين، وهو أمر غير متوفر في الحالة السودانية.. مثلا، في الانتخابات الأمريكية عام 2012 كان مت رومني المنافس الجمهوري يستخدم طائرة في تجواله بين الولايات. قبل أيام كانت مفوضية الانتخابات ترسل خطابا لرئاسة الجمهورية تطلب منها توجيه ولاة الولايات وكبار الموظفين بعدم استخدام العربات الحكومية في الدعاية الانتخابية.. عبر منهج القياس هذا التوجيه يشمل رئاسة الجمهورية وأصولها الحكومية.. لكن السؤال لماذا صمتت المفوضية وهى ترى الطائرة الرئاسية (تتبختر) في (سماواتنا).. أغلب الظن، أن المفوضية -لأن في فمها ماء- حاولت أن تتواصل مع رئاسة الجمهورية عبر لغة الإشارة. في تقديري، إن استخدام الطائرة الرئاسية في الجولات الانتخابية يخل بمبدأ عدالة الفرص.. كان من الأفضل للمؤتمر الوطني أن يستأجر طائرة تجارية تحمل في جوفها قادة المؤتمر الوطني.. الحزب الحاكم حزبا مترفا، وغارق في الخيرات.. وربما أي من رجال أعماله يستطيع أن يوفر مثل هذه الطائرة. الآن السباق إلى القصر الجمهوري يبدو بين متنافسين، أحدهم يقود طائرة، بينما الآخرين أفضلهم يركب سيارة، وفيهم من يركب حمارا، ومنهم من يمشي على قدميه.. هل من المنطق أن نسأل؛ من سيصل أولا إلى أبواب القصر الجمهوري في هذه الحالة؟. بصراحة.. مطلوب تحييد أصول الدولة في المعارك الانتخابية.. خاصة أنه ليست هناك معركة انتخابات حقيقية. التيار