اذا كان الهلال بالنسبة للبعض مجرد نادى كرة القدم يشجعونه ويهمهم أن ينتصر بأى وسيلة كما يفعل "الإعلام السالب" فى المريخ الذى يدافع عن لاعب سئ الخلق أعتدى على حكم ودفعت الرشاوى من أجل تغيير تقرير الحكم فى زمن الفشل والفساد فى كل مكان، فبالنسبة لنا الأمر مختلف "فالهلال" ، عندنا عشق وكيان ضخم عرف باسم نادى "الحركة الوطنية" بناء على سبب تأسيسه عام 1930 الذى قام على فكرة عمل سياسى ووطنى مقاوم لتحرير الوطن من أيدى المستعمر، ولما كان العمل السياسى ممنوع ومجرم فى ذلك الوقت، خبأ المثقفون الوطنيون فعلهم تحت ستار العمل الرياضى. اضافة الى ذلك فاذا كان التراث السوداني الأصيل يوصى على الجار السابع، فأن نادى الهلال وأستاده كانا أقرب جار الينا وللمكان الذى ولدنا وترعرنا فيه بمدينة "أم درمان" العاصمة الوطنية. لذلك فللهلال مكانة خاصة فى قلوبنا بل هو أحدى المساحات الجماليه التى نتذكرها حينما " نحن" ونشتاق للوطن، خاصة لمن هم مثلنا الذين امضوا سنينا طويلة فى ديار الغربه، لكن حب " الهلال" مهما كان عظيما وكبيرا، لكنه لن يكون فوق حب الوطن وشعار الهلال هو "الله /الوطن/ الهلال"، الذى اغاظ السلفى " المتطرف" عبد الحى يوسف الذى اشترى بآيات الله ثمنا قليلا وجمع ثروة هائلة من مساجد دولة الأمارات العربيه من خلال " الدين"، الذى لا يجب الأسترزاق من خلاله والذى يجب أن يعرفه كل انسان، طبيبا كان أو مهندسا أو تاجرا أو عاملا، وأكذوبة كبرى وعدم وعى ومحاولة لأستغلال الدين من أجل الدنيا من يدعى أن للدين متخصصين. لقد حزنت كثيرا من قبل حينما رايت شعار الهلال الذى نعرفه والذى كانت تتوسطه خريطة السودان "الكبير" قد تعدل فى زمن القبح واللؤم وبناء على ثقافة " الكراهية" التى روج لها الخال الرئاسى " الطيب مصطفى" بعد "انفصال/ استقلال" الجنوب، ومن عجب أنه يدعى "متلصقا" انتماء " للهلال" .. وأصبح الشعار الجديد يشبه فستان نسائى كان يسمى "جكسا فى خط 6" بعد أن كنا نفاخر العالم ونقول بأن مساحة السودان مليون ميل مربع ، ذلك ليس عدم اعتراف منى باستقلال الجنوب العزيز الذى ارغم على الأنفصال بعد سنوات طوال من الصبر والتهميش والتنكر للعهود والمواثيق والقتل والأبادة الجماعية، وأنما حبا فى ذلك الجنوب الذى لن يخرج عن القلب مهما فعلوا، به وبنا والعلامات التجارية وشعارات الأندية لا تحتاج الى تغيير أو تعديل بناء على ما يحدث من تغيرات سياسية أو جغرافية، اضافة الى ذلك فالهلال حبيب الملايين ومعشوق الكثيرين ومن بينهم الشمالى والجنوبى وحتى غير سودانيين بل من بينهم مريخاب ومورداب يشجعون أنديتهم لكنهم يحترمون الهلال الزعيم والقائد والقدوة. حدثنى أحد اقطاب نادى المورده الكبار، بأن حبه للهلال وأحترامه له الى جانب المورده، سببه أن لاعب المورده السابق "سليمان المحينه" فى العصر الذهبى لكرة القدم السودانية، أختلف مع كابتنه "ترنه" فاتجه غاضبا الى نادى "الهلال" وهناك التقى بسكرتير نادى الهلال " عبد الله رابح"، الذى استفسره عن سبب قدومه لنادى الهلال، فقال له " المحينه" أود أن انتقل للهلال وكان وقتها اللاعب حرا فى الأنتقال لأى ناد يريده وفى أى وقت كما فعل " ابو العائله" حينما أنتقل من الهلال للمريخ، فما كان من عبد الله رابح، ألا أن حمل " المحينة" فى سيارته وعاد به الى نادى المورده وصالحه مع كابتنه "ترنة" وأبقاءه فى ناديه. هكذا كان الهلال وهكذا كانت مكانته سامقه ولذلك ظل زعيما لأندية السودان بلا منافس، لا أدعى أن مجالس ادارته كانت تشكل خلية معارضة للأنظمه السياسية خاصة "الديكتاتورية"، لكن كانت للهلال مكانته وكان السياسيون يتلهفون على نيل رضاء اداريه ولاعبيه ومشجعيه لا العكس لأنه يمثل أكبر حزب "سودانى" .. وكثيرا ما أصطدم زعيم سياسى خاصة فى الأنظمه الشموليه مع ادارة نادى الهلال، فخرج السياسى خاسرا. لمن لا يعرفون فأن كشوفات نادى الهلال ضمت لاعبين من جميع اتجاهات السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، ويكفى هنا أن أذكر مثالا واحدا وهو أحد أفضل من مارسوا لعبة كرة القدم فى السودان الأستاذ" ايزاك أيلى" الذى تبوأ مؤخرا منصب رياضى قيادى فى دولة الجنوب. الشاهد فى الأمر أن الملصقات التى ظهرت قبل عدة ايام على وسائل الأعلام وتبناها أحد اعضاء مجلس ادارة نادى "الهلال" الحالى، دعما " لعمر البشير" الذى قتل ملايين السودانيين وفرق شملهم وجعل بلدهم فى مؤخرة دول العالم، وفى مقدمة الدول الفاسدة والفاشله والأقل سعادة .. تلك الملصقات تسئ الى ولا تمثلنى ولا تمثل أى هلالابى حر شريف يحب وطنه ويعرف تاريخه وتاريخ ناديه الهلال. فعمر البشير راحل وذاهب الى مذبلة التاريخ مهما طال أمده وما أكثر الطغاة الذين يشبهونه والذين رحلوا بعد 40 أو 30 سنة وسوف يبقى السودان ويبقى الهلال، لكن التاريخ والأجيال القادمه سوف تبصق فى وجه مؤيديه ومسانديه وطباليه ومنافقيه ومن بينهم ذلك الذى صمم الشعار وروج له واساء بذلك للهلال ولتاريخه. تاج السر حسين - [email protected]