جميل أن ينفذ رئيس الهلال وعده بتدشين العمل في الجوهرة الزرقاء. ومن حق جماهير وأنصار النادي أن يفرحوا ببداية العمل في هذا المشروع الضخم. وعلينا جميعاً أن نشكر رئيس الهلال على وفائه بالوعد الذي قطعه ونشد من أزره ونسانده لإكمال هذا العمل الكبير. فالبنية التحتية من العناصر المهمة لتطوير الكرة . ونعلم جميعاً أن منشآت نادي الهلال تدهورت كثيراً في العقود الأخيرة، رغم الوعود الكثيرة التي أطلقها مرشحون أو رؤساء سبقوا الكاردينال في هذا المنصب. لهذا لا يمكن أن ينكر المجهود الكبير الذي يبذله الرئيس الحالي في هذا الجانب إلا مكابر. أعلم أن الأجواء احتفالية بالدرجة الأولى هذه الأيام. والاحتفالات في رأيي شأن جماهيري بحت. أما المهنة فتحتم على أصحابها التعاطي مع كل شيء بعقلانية وبعيداً عن الانفعالات العاطفية. أعني من ذلك أن الأجواء الاحتفالية لا يفترض أن تسيطر علينا لنبدأ في تبجيل الأفراد ناسين أن نادي الهلال مختلف بعض الشيء عن غيره من الأندية. لا أقول ذلك من فراغ لكن لأنني لاحظت أن تيار الأفراح قد بدأ في جرف الكثيرين. وهم إما فرحين حقيقة بما تم، أو أنهم يتخوفون من أن يُقال لهم " لقد فاتكم القطار". ليس هناك مشكلة في أن يفرح أي هلالي بانجاز غير مسبوق كالذي نحن بصدده. لكن علينا في نفس الوقت أن نُعمل العقل دائماً ولا نفوت شيئاً دون طرح التساؤلات اللازمة، أو الوقوف عند السلبيات حتى في لحظات الفرح الغامر. فالفرحة تظل منقوصة ما لم يشارك الأهلة في هذا الانجاز الكبير. ولكي يشارك الأهلة لا يجدر بنا أن نطلق على المشروع اسم الكاردينال حتى وإن دفع المبلغ كاملاً. وإلا نكون قد وقعنا في نفس الفخ الذي وقع فيه قبلنا أخوتنا المريخاب. فالنادي الأحمر صار أشبه بماركة مسجلة باسم جمال الوالي. وقد تابعنا كيف أنه كلما لوح بالاستقالة تُدبج المقالات وتنشط الجوديات في سبيل اقناعه بالعدول عنها. لا نريد للهلال أن يتحول لملكية خاصة مهما كانت عظمة الانجاز. لهذا كنت أكثر تحمساً لفكرة الكاردينال الأولى بتحمل ربع التكلفة على أن يتكفل أنصار النادي ببقية المبلغ. لكن الرجل عدل عن رأيه فجأة، ليعلن عن تكفله بكامل تكاليف المشروع، وهو ما أقابله بحماس أقل. وقال الكاردينال أنه لن يشاركه في هذا المشروع سوى العم شبشبة وهو حديث بدلاً من أن يحزن بعض الزملاء أراهم قد احتفوا به. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو دور جماهير الهلال التي نتحدث دائماً عن أنها تسد قرص الشمس؟! هل ستكتفي هذه الجماهير على عظمتها وكثرة عددها بالتهليل والتنظير وموالاة هذا ومعارضة ذاك فقط، دون أن يكون لها دور رائد وملموس في مثل هذه المشاريع الكبيرة؟! ولماذا أغلق الكاردينال الطريق أمام مشاركة هذه الجماهير في مشروع بهذا الحجم؟! هذه أمور يجب أن نقف عندها بشيء من التأمل، ونؤكد على أهمية الدور الجماهير في أي عمل يخص النادي. الكثير جداً من أنصار النادي يرغبون في المشاركة الفاعلة متى ما شعروا بجدية القائمين على أمر الإدارة في النادي. فلماذا لا يُفتح لهم المجال للمساهمة. حتى الغبش البسطاء من جماهير النادي يستطيعون المشاركة في مثل هذا المشروع بما تيسر. نقاط أخيرة ما هذا البيان الهزيل الذي شارك فيه نادي الهلال اتحاد الفساد والفشل؟! " يومن نادي الهلال على حاكمية الاتحاد السوداني لكرة القدم "! ده كلام بالله عليكم ! مفهوم من يوم عرفنا الكرة أن الحاكمية للاتحاد السوداني وهو أمر لم يكن يحتاج لتأمين من نادي الهلال. لكن يظل السؤال قائماً حول كيفية وأسلوب ضباط الاتحاد في تحويل هذه الحاكمية إلى واقع ملموس ووسيلة لتحقيق العدالة. فهل كانوا في يوم رجال قانون ولوائح ونظام؟! " يومن الطرفان على ضرورة الاحتكام للمؤسسات العدلية المنصوص عليها في النظام الأساسي!" وفي حد قال غير كده؟! لكن أين كان هذا الاحتكام لهذه المؤسسات العدلية في الكثير من القضايا التي تصرف بعض الأفراد في الاتحاد فيها وكأنهم ملاك مزارع خاصة يشتري الناس منها بعض الدواجن أو البيض! كيف يؤكد رئيس الهلال وأمينه العام مثلاً أن أمين مال الاتحاد يمثل المريخ وبكري المدينة في قضية اللاعب وفي ذات الوقت يصدرون بياناً مشتركاً مع الاتحاد يؤمنون فيه على حاكمية المؤسسات العدلية ! يوم أن علقت على حديث رئيس الهلال خلال برنامج البحث عن هدف قلت أن أجمل ما في ذلك الحديث هو الجزئية الخاصة باتحاد الكرة وتصميم الهلال على تصحيح الأوضاع غير السليمة السائدة منذ فترة. لكن البيان المشترك الهزيل الأخير يشير إلى أن ثمة تطورات غير سارة قد حدثت. وكل الخوف أن يكون هذا البيان بداية للتماهي مع قرارات اتحاد الكرة الفاسد الفاشل. نرجوكم يا أعضاء مجلس الهلال ألا تفسدوا على جماهير ناديكم فرحتهم بمثل هذه البيانات الهزيلة. [email protected]