رئيس إفريقي لا يزال رئيسا، يخسرُ الإنتخابات؟ للوهلة الاولى، لم أصدق، لكن الرئيس النيجيريي المهزوم غودلاك جوناثان، أسرع يهنئ غريمه الجنرال محمد بخاري! إفريقيا، أرض السياسة المتوحشة، والحكام المتوحشون: الحكام الذين ينشبون أنيابهم في الخصوم، خاصة إذا ماراودتهم نفوسهم الأمارة، إلى السلطة.. وراودتهم هى عبر أكبر كذبة يصنعها ويصدقها المتوحشون: كذبة الإنتخابات الحرة.. والنزيهة! هم أدمنوا الكذب، صدقوا كل اكاذيبهم، وإلى الدرجة التي بات فيها حتى الكذب، مُصدق! كراسي الحكام المتوحشون، ليست دوّارة، وفي أصلابهم هم قوة مغنطيسية هائلة( تسمكرهم) فيها، ولا من أحد ليستطيع مقاومة هذه القوة الهائلة، وفكفكة هذه السمكرة،بالشواكيش الإنتخابية.. ولا من أحد ليجروء على النزع نزعا، إلا ذلك الذي يراود الحلقوم بالنزع الأخير! إفريقيا.. كانت حتى قبل أيام فقط،، هى أرض موغابي، ومن هم على شاكلته، حتى الموت، لكن.. لكن غودلاك جوناثان، غير من تضاريس هذه الأرض،.. تضاريسها الإنتخابية، وأعطى السياسة فهما هو ليس من طبيعة الأحراش، وليس من مخالب الوحوش! - مستر بخاري، أهنئك.. وأهنئ نيجيريا على هذا العرس النزيه! أسرع جوناثان، يُزجي تهانيه لزعيم " الموتمر التقدمي" غريمه في الإنتخابات- الجنرال بخاري- الذي خاض النزال وشعاره" المكنسة"! بخاري، لم (يكنس) جوناثان.. جوناثان بكل نظافته التي نظم بها عرسا انتخابيا أخلاقيا.. نظيفا وشفافا، هو الذي كنس، مفهوم الرئيس حتى الموت، وكنس بالتالي مفهوم الرؤساء الذين على أشنابهم دم التداول السلمي للسلطة! - غودلاك.. مستر غودلاك... أنت .. وأنت في خسارتك، أكسبت نيجيريا تاريخا جديدا. تاريخ.. أنت سطرت أولى صفحاته المجيدة! كان ذلك هو الجنرال بخاري، وهو يرد على مكالمة التهنئة من الرئيس الذي فقد كرسيه. يااااه.. تلك هى روح الديمقراطية. لا خاسر في سباقها الشريف، والفائز الاول والاخير، هو الوطن. مكنسة ارتفعت في نيجريا، وتنزلت إلى الأرض تكنس.. ياريت لو ترتفع هذه المكنسة، وتتنزل في كل أرض إفريقية "وسختها" مفاهيم الرئيس حتى الموت! [email protected]