من المتوقع ان تجري انتخابات السودان الرئاسية الاسبوع القادم والتي يخوضها الرئيس السوداني عمر البشير شبه منفردا وسط مؤشرات واضحة علي فوزة واستمراره في منصبة الرئاسي المستمر فيه علي مدي ربع قرن من الزمان تبدلت فيه الادوار منذ اليوم الاول للانقلاب العسكري الذي نفذته الجبهة القومية الاسلامية وتنظيم الاخوان السوداني بزعامة الدكتور حسن الترابي في الثلاثين من يونيو 1989 الذي اطاحه عمر البشير في مرحلة لاحقة في بدايات الالفية الثانية في انقلاب داخلي تم بمساعدة الرجل الثاني في التنظيم الاخواني واغلبية قيادات الصف الاول فيما تعرف باسم الحركة الاسلامية السودانية التي فضلت الاستمرار في السلطة علي دعم الترابي الزعيم التاريخي للتنظيم. وفي اول رد فعل دولي وما يشبه عدم الاعتراف المبكر بالعملية الانتخابية في السودان اصدر الاتحاد الاوربي اليوم الخميس بيانا في هذا الصدد علي لسان السيدة فريدريكا موغريني، الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والشؤون الامنية بالاتحاد الاوروبي قالت فيه انه بالانابة عن الثمانية والعشرون دولة اوربية وبموفقتهم ينتقدون قيام الانتخابات الرئاسية في السودان في بيئة غير مناسبة ووصف بيان الاتحاد الاوربي في هذا الصدد الفشل في قيام حوار حقيقي بعد عام من الاعلان الحكومي بالانتكاسة لرفاهية الشعب السودان. واختتم بيان الاتحاد الاوربي فقراته بعبارات انتقاد قوية لمجريات الامور والاوضاع الراهنة في السودان عبروا فيها عن خيبه املهم وقالوا أن الانتخابات المقبلة لا يمكن أن تسفر عن نتيجة شرعية ذات مصداقية في جميع أنحاء البلاد . واضاف بيان الاتحادي الاوربي حول انتخابات السودان الرئاسية القادمة ان الشعب السوداني يستحق افضل من ذلك ونحن اخترنا بالتالي عدم المشاركة وعدم دعم تلك الانتخابات وذلك في مايشبه عدم الاعتراف المبكر والصريح من الاتحاد الاوربي بالانتخابات السودانية ونتائجها في اول رد فعل دولي علي هذه العملية. الي ذلك تشهد الساحة الداخلية في السودان حالة من التوتر والغليان بسبب قضية الانتخابات وقضايا اخر ذات صلة باداء الحكومة السودانية التي قامت اليوم باطلاق سراح اثنين من القيادات السياسية السودانية التاريخية من المعارضين المعروفين الدكتور امين مكي مدني المحامي والشخصية القانونية المعروفة علي نطاق واسع علي الاصعدة الاقليمية والدولية والاستاذ فاروق ابوعيسي الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب وذلك في محاولة لتهدئة الاوضاع في ظل اصرار الرئيس البشير واعوانه المقربين في المضي قدما في العملية الانتخابية في ظل وعود قطعها الرئيس السودان بترقية الخدمات وحل مشكلات الغلاء علي حد تعبير حملته الانتخابية المستمرة في عدد من اقاليم البلاد في ظل اجواء احتفالية. الي ذلك وبالتزامن مع التطورات الجارية في السودان تتداول عدد من مواقع الميديا الاجتماعية السودانية تسريبات ووثائق نشرت علي نطاق واسع لاجتماعات امنية حكومية مزعومة منسوبة الي مصادر سودانية مجهولة وناشط امريكي معروف يدعي ايرك ريفيز معروف عنه تعاطفه مع قضايا الاقليات السودانية في جبال النوبة ودارفور القضية التي عبرت الحدود السودانية منذ سنين طويلة واصبحت من البنود الثابتة في اجندات الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية التي تتهم الرئيس السوداني ووزير دفاعة واخرون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في هذا الاقليم. وقد انقسمت اتجاهات الراي العام حول دوافع مثل هذا النوع من النشر في مثل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان اضافة الي مصداقية هذه التسريبات وخلوها من الغرض الي جانب جدواها وتاثيرها السياسي والقانوني علي مستقبل السودان. . الاجيال الجديدة تنعي سودان الامس الذي كان مقارنة بما عليه احوال البلاد اليوم [email protected]