أراد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية نفي استخدام الجيش السوداني للقنابل العنقودية في بعض مناطق جبال النوبة فوقع في شر أعماله كما نقول. إذ كيف يقول الصوارمي أنهم يقاتلون أبناء شعبهم ولذلك لا يمكن أبداً أن يستخدموا القنابل العنقودية! تصريح الناطق الرسمي للقوات المسلحة يقول صراحة أنهم يقتلون شبعهم!! يبدو أن قتل الشعب بات من الأمور الجائزة والمقبولة في سودان اليوم. القتل قتل يا سعادة الناطق باسم الجيش السوداني. ولا يجدر بأي جيش في هذه البسيطة أن يوجه أسلحته صوب أبناء بلده، مهما كانت الظروف. فالجيوش تُشكل لحماية الأرض والعرض والبشر والحجر والشجر وثروات أي بلد، لا لقتل أبناء الوطن. هب يا صوارمي أن العالم لم يعرف سلاحاً اسمه القنبلة العنقودية أصلاً، وأن كل ما يستخدم في هذا العالم للقتل هو المطاوي والسكاكين، فهل يجوز لجيشكم أن يستخدمها لقتل أبناء الوطن! كل شيء في سودان اليوم صار مقلوباً واختلط الحابل بالنابل فعلاً لا قولاً، لدرجة أن ناطقاً باسم الجيش يقول مثل هذا الكلام الذي نحن بصدده. حتى إن كنتم ترمون على سكان مناطق النزاعات قنابل من الورق فهي تصبح وسيلة محرمة ومرفوضة طالما أنكم تستخدمونها بهدف قتل هؤلاء الناس، خاصة عندما يكون هؤلاء الناس أبناء الوطن كما ذكرت بعضمة لسانك. لو أنكم تحاربون جماعات ارهابية أو أعداء للوطن لقُبل حديثكم عن التمييز بين نوعيات الأسلحة على مضض. لكن قمة المأساة هي قولكم أنكم (تكتلون) شعبكم، وهنا لا يهم إن تم القتل بالأسلحة التقليدية أو القنابل العنقودية، فهو قتل في نهاية الأمر. نقطة أخيرة: التحية لساندرا التي أرهبت الرجال وجعلتهم يتراجفون لدرجة خطفها وضربها بذلك العنف البغيض المرفوض. من خطفها؟! الإجابة واضحة وضوح الشمس لذلك يصبح السؤال بلا معنى. فمن خطفوها سبق أن خطفوا غيرها وضربوا وعذبوا وقتلوا وشردوا دون أن يطرف لهم جفن أو يُساءلوا عن جرائمهم باعتبارهم خط الدفاع الأول عن حكم جائر. عموماً نحمد الله كثيراً يا ساندرا أنهم لم يستخدموا معك قنابل عنقودية! [email protected]