أولاً طريقة المداهمة و(الكشة) وإرهاب الناس وخلق أجواء من التوتر والعنف في المكان الذي تتم فيه (الكشات) أو الحملات كما يسمونها.. هذا التوتر الذي تحدثه تلك الحملات غض النظر عن موضوعها - ستات شاي - مقاهي شيشة - باعة أرصفة - و غيرها من أهداف الكشات تترك أجواءً سيئة جداً في المكان، أثناء وبعد حدوثها وكأننا نشاهد فيلماً هندياً لعصابات (القند). الطريقة والثقافة نفسها ثقافة الكشات وما يصاحبها من تصرفات واستعراضات واسقاطات وأجواء سيئة ومسيئة خاصة وأن هذه الكشات بطريقتها تلك تحدث في كل صغيرة وكبيرة.. نتفهم أهمية الحملات التجريمية العنيفة حين يكون الموضوع موضوع خمور أو مخدرات أو دعارة لكننا لا نفهم أن تتحدث الأخبار عن ما وصفتها بعمليات (دهم) (واسعة)..!!.. على بقالات وسط الخرطوم تبيع (الفول)..!!!.. ويتحدث الخبر عن تنفيذ ذلك بواسطة (قوة) من الشرطة وأنها تقوم بمصادرة الأدوات المستخدمة في طهو الفول.. وطبعاً يبدأ مسلسل استرداد تلك الادوات بعد دفع غرامة لتقوم الكشة بمصادرتها مرة أخرى وهكذا تستمر الحكاية ويكون معتمد المحلية أو من أتى بهذه الفكرة الجديدة، فكرة منع بيع (الفول) العظيم تلك يكون قد فتح (نقاطة) جديدة لخزانة جبايات الخرطوم. معتمد الخرطوم منذ أن تولى هذا المنصب قبل سنوات ظل متخصصاً في إصدار قرارات تندرج بتأثيرها المباشر في خانة محاربة أرزاق فئات وشرائح ضعيفة في المجتمع.. هذا هو تخصصه.. ودائماً تكون الحجة والتبرير مرتبطا بالصحة العامة للمواطن في حين أن (الفول) الذي يباع في البقالات هو فول مضاف إليه زيت وملح ورغيف (لا يغلط عليك لا يوسخ إيديك) كما يقولون لأنه يتم صبه من قدره ساخناً ورخيص الثمن يفضله الطلاب والعمال والموظفون الذين لا يملكون إمكانية الأكل في المطاعم.. التي سنعود لاحقاً ونتحدث عنها لأننا لا نرى أن هناك إجراءات سلامة وصحة مطبقة على تلك المطاعم.. الخلاصة أن نتيجة ما يفعله والي الخرطوم أو معتمده هي أن هؤلاء الناس سيتركون وجبة الإفطار نهائياً (باس).. حتى يتوفر لكم منظر لائق يسر أنظاركم، وهو بالضبط الهدف الحقيقي من الحملة، فصحة المواطن ستتضرر أكثر بعد أن يترك وجبة الفطور فيصاب بفقر الدم الذي يضاف إلى فقر جيبه وينسجم مع فقر أفكاركم.. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين. اليوم التالي