قال أمك .. قال ثم من قال أمك .. قال ثم من قال أمك. الأم مدرسة اذا اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. مطلقتى "أم الحسين" .. جزاها الله عنى كل خير وغرعينيها بأبنها "الحسين"، فهذا الأنجاز الذى حققه (الحسين) بحصوله على المركز الثانى فى ولاية الخرطوم لمرحلة الأساس، والأول بين طلاب 15 مدرسة فى منطقته، لم يكن لى فيه أى فضل أو مجهود وكان كان الفضل كله – بعد الله - لوالدته. أعترف بذلك وأقر رغم أننا منفصلين منذ سنوات عديده .. لقد اعتاد الناس خاصة فى بلادنا وبناء على ثقافتنا الذكورية الأستعلائيه (الأسلا - عروبيه) على تحميل النساء الأخطاء وأسباب الأنفصال، اذا كان ذلك بالحق أو بالباطل وما أن أنفصل رجل من زوجته الا ونسى لها كل فضل وذكرها بكل سوء ونادرا ما ذكرها بالخير. بحمد الله لم يحدث قط أن ذكرت مطلقتى (أم الحسين) بأى سوء منذ أن أنفصلنا عن بعضنا فى عام 2002 وبعد أن تركت لها الحسين وعمره ستة أشهر فقط. لا أنكر كانت بيننا خلافات عادية تحصل فى ارقى العائلات، وبين العديد من الأزواج، التى سرعان ما يتم تناسيها وتتواصل الحياة حتى يكبر الأطفال وتتحول الحياة الزوجية الى (عشرة) عمر بخيرها وشرها لا يمكن الفكاك منها الا بانتقال أحد الطرفين الى الدارة الآخرة. لكن فى حالتى ولأسباب عديدة كان الأمر مختلف ولا يقدره ألا صاحب الأمر، فقد صعبت الحياة فى وجهى وأصبح من غير الممكن أن أحضر الحسين وأمه الى جانبى فى ديار الغربه، وفى ذات الوقت ما كان ممكنا لى أن أعود وأعيش بجانبهم ورؤيتنى التى قد يراها البعض خاطئة أن كل من يعمل داخل السودان فى هذا الزمن القبيح ويصمت على جرائم النظام وفساده وظلمه، من أجل أن يتهنأ بالعيش مع أسرته، فهو خائن للوطن ولأهله ولا أدعى شجاعة بأنى كنت قادرا على تأمين احتياجات أسرتى داخل السودان وفى ذات الوقت قادر على أن اواجه النظام كما واجهه مثلا الأستاذ (أبراهيم الشيخ) وغيره من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم أو المعارضين الشرفاء. لقد ظللت أكتم أحزانى ومعاناتى فى داخلى وبحمد الله لم اتاجر بقضية الوطن ولم أسترزق من النضال ولم اتكسب من ورائهما، ظللت أؤدى دورى الذى أجيده فى أحلك الظروف .. أكتب وأنشر الآف المقالات التى تخدم قضية التنوير والتثقيف، فى السياسة والدين والفن والأدب والرياضه، نثرا وشعرا على الصحف الورقيه وفى مواقع التواصل الأجتماعى اضافة الى مشاركات فى العدبد من القنوات الفضائيه ولم يحدث (قط) أن تقاضيت مليما واحدة .. فى وقت تذهب فيه جوائز (الأعلام الحر) وغيرها من تكريمات يمينا ويسارا وينالها حتى الذين طبعوا مع (النظام) لفترة طويلة من الزمن، لا أحسدهم أو اغار منهم، فذلك حظهم ونصيبهم فى الدنيا لكنى أحزن لآخرين غيرى قدموا تضحيات أجل وأعظم مما قدمت ومما قدم أولئك، وكثيرا ما ناموا وبطونهم خاوية تصرخ من الجوع. لذلك مبكرا أطلقت سراح (أم الحسين) وتركتها تختار مصيرها بنفسها وتلك قناعتى التى ظللت مؤمنا بها طيلة حياتى، والتى تقول "زوجك يجب أن تكن الى جانبك حتى لو (تأكلها كسره بى موية)، وطالما كان ذلك غير ممكن، فاطلاق سراح الزوجة يصبح واجبا"، وقد كان .. أفترقنا وظللت اواصل الأنفاق عليها وعلى ابنى الحسين وعلى والدتى حتى عام 2005 بالتساوى، ما يصلها يصل مثله للوالدة اطال الله عمرها، لكن بعد ذلك العام وحتى اليوم لم يصل اى منهم مليما واحدة وكلما لاح بارق أمل للتخلص من ذلك الوضع الأقتصادى السئ خبأ ومات ذلك الأمل لأسباب عديدة منها أنى لم اعرف فى حياتى المطالبه بمرتب أو تحديد قيمته، كلما فى الأمر اذا لم أجد (التقييم) المناسب فى المكان الذى أعمل فيه وضعت القلم وتركت ذلك المكان غير مأسوف عليه، والأمر نفسه مع مجال الصحافة التى كنت اكتب لها ومن بين ما قدمته من مواضيع يعتبر سبقا صحفيا لا يقدر بثمن. المهم فى الأمر هذا الأنجاز الذى حققه "الحسين" بحصوله على المركز الثانى فى ولاية الخرطوم ومجموع 277 من 280 لم يكن لى فيه أى دور بل كان الفضل كله يعود الى والدته التى عملت وربته أفضل تربية وعلمته أفضل تعليم ويحق لها أن تفتخر به وبما صنعت، ولا املك شيئا اقدمه لها وله غير أن أعكس تقديرى لها من خلال هذا المقال، عسى أن يقع يوما فى يد "الحسين" ويدرك بأن له أم عظيمه لا يكفى أن اقول بأنها تساوى أكثر من مليون راجل ولا يكفى أن اقول بأنها أمراة عظيمة (فقط) ولو كات هنالك صفة انسانية أرفع من تلك الصفات لوصفتها بها. يبقى أننى راض بما قسمه الله كل الرضاء وعند ولادة الحسين فى 25 رمضان الموافق 9 / 12/ 2001، وبعد ثلاثة ايام فقك من مولده كتبت قصيدة (الحسين) التى رجوت فيها الله أن يذهب ما عندى من مال، فاستجاب الله لدعائى بأكثر مما طلبت، فله الشكر والحمد. ((الحسين)) الحسين ليلة القدر مولود ابوك (الختم) ومن (الختم) ممدود رافع يدي للواحد المعبود لا غنا لا شقا وراضى بالموجود المال ان كتر وما بقتلو حدود يوديك لى طريقا مظلما مسدود *** يا جد الحسين يا البيك بقالنا وجود يا أم الرسول النورو كان موجود فوق عرش الأله وفى آخر العنقود يا ساكن الضريح يا أحمدا محمود الدعاء يستجاب وللمدينه نعود *** يا فجر الصباح يا الشاهد المشهود يا شمس الغروب يا الغايب الموجود تشملنا بشفاعتك وتفتح المسدود *** يا أم (الحسين) يا أم الكرم والجود يا الكرار على البيك الضعيف مسنود الحسين شانو يعلى وفى زمانو يسود للخيرات يسارع وبالمكارم يجود. تاج السر حسين - [email protected]