تلزمني في البدء وقفة مع ذلك الاعتداء الغادر والجبان الذي وقع على زميل المهنة علي حمدان ناشر صحيفة المستقلة وكاتب عمود (في الصميم)، على النحو الذي توسعت وسائل الإعلام والصحف محلية ودولية في نشر تفاصيله، أولاً لإدانة هذا السلوك الهمجي والبربري والذي وإن وقع على شخص علي حمدان فإنه يستهدف كل الصحافيين الذين لن يكونوا بمنجاة منه، وثانياً للتنبيه لثقافة العنف والكراهية هذي التي رغم استشرائها وتزايد معدلاتها، إلا أننا سلطة ومجتمع ظللنا نتغافل عنها ولا ننتبه ونجزع لها إلا حين تقع في قلب العاصمة ومركز الحكم أو تمس شخصيات عامة ومعروفة... عودة إلى قضية بيوت الصحافيين، أقول لا أدري كيف تعامل أو سيتعامل اتحاد الصحافيين مع الأعداد الكبيرة من عضويته الفقيرة ممن ظهرت أسماؤهم في كشوفات المستحقين لامتلاك منزل وعليهم دفع مبلغ (15 ألف جنيه) مقدماً للبنك، وخمسمائة جنيه للاتحاد، فذاك لعمري واجب ثقيل ومهمة عسيرة للسواد الأعظم من الصحافيين لا قبل لهم بها (والاتحاد سيد العارفين)، هل سيسقط الاتحاد حق من يعجز عن السداد والمؤكد أنهم كثيرون، أم سيصار إلى معالجة أخرى وهذا ما نأمله، وعلى كل حال سنتجاوز هنا محطة اللوم والتقريع والعتاب للاتحاد على عدم مراعاته للأحوال المادية السيئة لقاعدته، حين وافق على هذا المقدم الضخم عليهم، ونتمنى عليه أن يجد في طلب الحل حتى ينال كل صاحب حق حقه، ونقول له (اتعب معاهم شوية)، على قول النكتة المصرية التي تقول إن الرئيس مبارك احتاج ذات مرة لتغيير كمية من العملة المحلية إلى دولارات ولكنه لم يجد دولاراً واحداً، لا في البنوك ولا الصرافات ولا حتى السوق، فاستشاط غضباً واستدعى رئيس الوزراء أحمد نظيف وصرخ في وجهه، ليش ما فيش دولارات، هل نظفت السوق منها يا نظيف، رد نظيف بكل لطف وأدب، الحج والعمرة يا باشا خلصوا على كل الاحتياطي، قال مبارك وهو ما يزال على هياجه، بقولك إيه، حج إيه وبتاع إيه، من السنة اللي جاية الحج يبقى عندنا هنا في مصر، قال نظيف بصوت خفيض وكسير، إزاي بس يا باشا، رد مبارك بعنف اتصرف ياخي، خرج نظيف من عند الرئيس وهو مهموم ومغموم بسبب هذا الأمر المستحيل، ولكنه بعد يومين عاد إلى الرئيس وقد علا وجهه البشر وبدا على محياه الارتياح، وقال للريس بثقة واعتداد، كله تمام يا باشا خلاص الحج حيبقى عندنا، قال الريس طب الكعبة حتعمل فيها إيه، رد نظيف حنعملها في ميدان الحجاز بمصر الجديدة ويبقوا يلفوا حواليها، قال الريس طب والسعي، رد نظيف يا باشا يبقوا يجروا في طريق صلاح سالم لغاية المطار ويرجعوا، قال الرئيس وعرفة، رد نظيف يطلعوا جبل المقطم يا باشا، صمت الرئيس لبرهة ثم قال طب ورجم إبليس يا فالح، وهنا أسقط في يد نظيف وكان قد بلغ به الضيق مبلغاً جعله يتحلى بشيء من الشجاعة، فرد بتبرم اتعب معانا شوية بقى يا ريس... التغيير