الغربة فرقة وحرقة وفراق احباب هي كلمة مطاطية تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة تبعدك عن وطنك وأهلك وذويك وعشيرتك على المستوى الجسدي ألا أن العقل يظل يحتفظ بالكثير من التفاصيل الصغيرة المتجذرة والعميقة المدفونة في وجدانك من طفولة والصبا والذكريات الحالمة مع الأدران . ولكن البعد يأخذ منك كل جميل وتبقي في حلم دائم مشغول الفوائد والخاطر ولقد ساهمت وبصورة مباشرة التطوارت في الشبكة العنكبويتة في أن يكون العالم بتقريب المسافات أصبح كقرية صغيرة تديرها باصباع يدك اليمني أو اليسري بحسب رغبتك . ومن المتعلقات بالغربة بالطبع والوالدين والخوات والاخوان والزوجة ألابناء فلذات الاكباد والذي من اجلهم نحن نتحمل كافة المشقات للغربة بالوان الطيف السبع السعيد منها والغير سعيد والواقع مرير والانشغال بالعمل ومقتضياته الشائكة والمختلفة كلا حسب موقعه ومسئولياته . وبين هذا وذاك تأتيك الاخبار المتفرقة عبر الاتصالات ( واتساب / فيس بوك / رسالة نصية ) وتختلف الاهتمامات بحسب المناسبة والتواصل بين الابناء والآباء والشوق الى سماع اصواتهم أخبارهم بصورة منتظمة ودائمة وربما احيانا على مدار الساعة تتبادلون الاخبار اليومية والعائلية المفرح منها والمترح . وكما تعلمون كان هنالك قبيل ايام كان ظهور نتيجة الشهادة الاساس السودانية عبر المؤتمر الصحفي يوم الاحد المنصرم . وبحكم أن أب ولي أبنتي هبوية بنت أبوها ست البنات كلهم ( هبة الله) أمتحنت هذا العام وكنت متابع عن كثب التطوارت في يوما بعد يوم في وشوقي الشديد لمعرفة النتيجة ولا يخفى عليكم مدى إثارة وتشبنج الاعصاب والحالة الذهنية وما يعانونه الابناء من اجتهاد وسهر ومعاناة فكرية ومعنوية وحسية . وكنت دوما ما أشجعها على المذاكرة وتحمل السهر ومتابعة وحل المذكرات والتأخير بالمدرسة لتلقى المزيد الجهد والاصتبار والمثابرة والتركيز للحصول على درجات عليا . وبينما أنا كنت في عملي اذا بالجوال يرن جرسه بالنغمة المخصصة الاتصال بالأولاد من السودان وما أدراك ما السودان راودني ورف قلبي شككت بمطالب تويني هما فوق همومي كأي مغترب عندما يتصل وعليه من السودان التي لا تنتهي ولدي معاملة في السفارة لأستقدامهم للعيش مع وتحت كنفي بالمملكة وتوجد هنالك اشكالية أجرائية بينهم وبين السفارة ومكاتب الخدمات الوهمية التي تتحايل على الناس وتحملهم ما لا طاقة لهم من اتعاب أسفيرية واصفار يعجز اللسان عن ذكرها . وتتفاوت بين بين المكاتب واصحابها يعيشون في ترف ودلال مابين فلل وسيارات فاخرة وليالي يحيها كبار ملوك الفن وهي في الحقيقة حصيلة كدنا وعرقنا ودمنا وجهدنا امثالتنا من المعذبون في الأرض ممن كان حظهم الاغتراب والذي أصبح في ذيل قائمة التصنيف المجتمعي بالمقارنة لسنين مضت. وبعد أن تفتحت الخط فأذا بزوجتي أم هبة تطربني بنجاح أبني بنت أبوها ست البنات القدرها والكبار كمان ( هبة الله ) هبو اللي ناس كلها يحبوا ولا يخطر بباللكم أن الأخرون أخوتها ليس لهم دلال عندي فكلهم سواء . وبالفعل انتابني شعور جميل ونشوة كبيرة وحمدت لله أولا وأخرا احسست أنني أحصد حصيلة شقاي وتعبي وغربتي وكفاح السنين يترجم الي نحاج يبهرني لأن النتجية بالفعل كانت مبهور ومشرفة وتستحق الفرحة العارمة . نسالأ الله لها التوفيق الدائم ولأمثالها من أبناء المسلمين كافة وبالذات ممن هم أمثالها في نفس السنة والدراسة وكما أزف أسمى أيات التبريكات والتهنئة القلبية الصادقة والحارة الى شخصها ولكافة زملائها من البنات والمدرسة بالصف والجارات والمدرسات وأدارة المدرسة على وجه الخصوص وكل من ساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والذين كانوا يسهرون معها من أمها وأخوتها حتى أتت ثمارها يانع فاقع حلوو مزاقة كما شهد عسل التحل المصفى نضرة ناضجة حلوة مبهرة تسر الناظرين والمقربين من الاهل والاحباب والاصدقاء والزملاء وكل من لهم حق عليها . وبكل الفخر أنني احمد ربي العزيز الكريم الذي أثلج صدورنا نحن المغتربون دوما بنحاج أبنائنا حتى نشعر بكثير من الراحة النفسية والمعنوية والفكرية بمقابل التضحيات الجسام التي نخسرها جراء استمرارنا بالغربة ذات الاوجة المتعددة للسعيد منا أو من لم يحالفه الخظ أن يكون سعيدا . امنياتي لها بمزيد من النجاح والتقدم والازدهار وعقبال نبارك تخرج الجامعة بمرتبه الشرف كأختها البكر هيومة اللكومه وكذلك هجورة العجورة إضافة عضدي وزراعي الأيمن جمل الشيل لولي عهدي يحي الحارس الأمين لهم أثناء غربتي . كما أنمتى لجميع زميلاتها ممن كانوا يدرسون معها ( دفعتها) المزيد من النحاج في المستقبل لأنه ربما لا تقابلهم ثانية لسفرها للأقامة خارج السودان . والتهاني القلبية الصادقة للناجحين مقرونة بالاماني المستقبيلة الزاهرة للامام . والله من وراء القصد وهو المستعان ,,, الوالد المغترب عدلي خميس ( الدمام) [email protected]