*(بما أنني صريح للغاية فأنا أسبب الكثير من الإزعاج للآخرين خصوصاً المصابين بالبله..). - فولتير- ..أغلب الظن أنني سأبطل تعاطي البنغو والحشيش في الأيام القادمة. ووقتها سوف تُمْنَوْنَ، أنتم القراء، وبالأخص قراء صحيفة "الراكوبة"، بخسارة كبيرة. أبرز عنصر في هذه الخسارة هو أن عنوان الزاوية التي تطالعونها في كل يوم جديد هو "يوميات مسطول مزهلل" فهل يعقل أن نسميه "حديث زول مُبَطِّل السطلة"؟!! السبب الرئيسي الذي يقف وراء نيتي المبيتة للتبطيل هو تلك الانتصارات الباهرة التي يحققها الفصيل الإسلامي الذي يُدْعى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في كافة الميادين السياسية والاجتماعية، وحتى العقائدية.. وكان أبرزها، أن هذا التنظيم الأشوس قد تمكن- بموجب خلال عملية تكتيكية كبيرة- من إلقاء القبض على امرأة سورية فاسقة تدعى فاطمة الجاسم! واستطاع، خلال زمن قياسي، انتزاع الاعتراف منها بأنها- اللهم اعفُ عنا وعافنا واستر عاقبتنا- زَنَتْ، زنىً كاملاً، يعني ليس من قبيل المداعبة، أو التلميس، أو اللحمسة؛ وإنما تضمنت العملية كافة الإجراءات اللازمة التي يتم تنفيذها وفق الأسس المرعية!.. وكان تنظيم داعش جريئاً (في الحق) إلى درجة أنه لم يطلب من المرأة إعادة النظر بأقوالها، كما يقتضي الفقه الإسلامي نفسه، ولا سمح لها بتوبة، أو استتابة، أو أن تقول لهم (لعنة الله على الشيطان الذي أغراني)، بل هب الشباب، جنودُ الله الدواعش الأكارم، فوراً، إلى الميدان، وتمكنوا من بطح المرأة في حفرة الرجم، رغم قوتها البدنية الخارقة، ورغم ضعف أجسامهم وهزالها! ورجموها رجماً جعلوا التوبة النصوحَ تنفر من مختلف أنحاء جسدها الجبار!! وبهذا يكونون قد حققوا أكبر انتصار لديننا الحنيف خلال العصر الحديث، بعدما شبعنا، نحن المسلمين، عبر التاريخ، انكسارات وهزائم كادت توصلنا إلى حافة الانقراض! إن ما جعلني أفكر في تبطيل البنغو، حقيقة، هو الجانب الآخر من المسألة الذي لم يُشِرْ إليه أحد من المحللين أو الناشطين وهو أن إثبات الزنا، بحسب الدين الإسلامي الحنيف، يحتاج إلى أربعة شهود يرون الأشياء وهو تتوالج وتتداخل، ويقسموا على أن ما رأوه حقيقة (مِروادْ في مكحلة)، وليس وهماً أو تخيلاً، مع أن الوضعية الشائعة في موضوع الزنا هو أن يغطي الرجل الزاني- لَحاهُ الله ولعنه - جسد المرأة، ولا سيما إذا كانت مؤخرته كبيرة، بحجم (دَسْكة الطابونة)، ووقتها تضيع الطاسة، ويصبح الحال هو الذي وصفه الشاعر بقوله: لا يُعْرَفُ القائمُ من قاعد فيه ولا المنكوح ممن نكح قبل مدة من الزمان، كنتُ، أنا محسوبكم الحشاش، مسلطناً، رائقاً، ففتحتُ صفحتي على الفيسبوك، وكتبتُ بوستاً يتضمن غمزاً ولمزاً ومكاواة على الدواعش، فاتهمتهم بأنهم جماعة أميون لم يحصلوا علوماً ولا معارف ولا فلسفات... وعينكم تشوفوا الدواعش كيف طلعوا لي على الصفحة مثل الجراد، ومن عدا التهديد، والوعيد، والسباب، واتهامي بالكفر، والعمالة لأمريكا، وإسرائيل، لم يتوانَ أحد منهم عن إعلامي بأن الإخوة الدواعش معظمُهم أطباء ومهندسون وعلماء ومهندسو كومبيوتر، وإنهم يستخدمون في حياتهم اليومية الكومبيوتر والموبايل والفايبر والإسكايبي والواتس أب... إلى آخره. سألتُ أحدهم: أليست هذه من اختراع الكفار؟ قال: اسكت، ولا تكن رويبضة. فالله تعالى سخر لنا هؤلاء الكفار ليخترعوا أشياء تنفعنا نحن المسلمين في معاشنا، وبذلك يضمنون لنا الآخرة.. والحمد لله. قلت له، وقد شعرتُ بالتألق، إذا خطرت لي فكرة عبقرية: - طالما أنكم لا تتخذون موقفاً من الاختراعات الغربية الكافرة، وطالما أنكم تسخرونها لصالح الدين والإيمان، لماذا لا تستخدمون جهاز الإيكوجراف لأجل إثبات الزنا ومن ثم رجم النساء؟! [email protected]