خلق الله كل شيئ بمقدار ومقياس وقسطاس، لذا لابد من جهاز لمعرفة مستوى نسبة السكر التراكمي والعادي في الدم ليتم التعامل على ضوئه وتحديد نوع العلاج.. وكذلك يوجد جهاز للضغط ونبضات القلب والربو وتمارين لمعرفة قدرة جهد الإنسان. نحتاج في حياتنا اليومية من بيع وشراء وكل التعاملات الأخرى إلى الموازين والمكاييل والأطوال للتحاكم في الحدود بين البلدان والعقد البحرية، والمقايضة والتجارة البكماء منذ وُجد الإنسان، فكان من الطبيعي والضروري وجود هذه الأدوات للتبيان ونزع الشكوك. من الموازين: الدِّرْهَمَ، الدِّينَارُ،النَّوَاةُ، الأُوُقِيَّةُ،النَّشُّ، الذَّرَّةُ، القِطْمِيرُ، النَّقِيرُ، الفَتِيلُ، الحَبَّةُ، الطَّسُّوجُ، القِيرَاطُ، الدَّانِق والدَّانَقُ، القِنْطار، ُالمَنُّ، الكَيْلَجةُ، الرَّطْلُ، الإِسْتَارُ، الفَلْسُ.. أما المكاييل، فهي: الكَيْلَةُ، القَدَحُ، المُدُّ = الحَفْنةُ، الصَّاعُ، الوَسْقُ والوِسْقُ، الكُرُّ، الوَيْبَة، ُالقِرْبةُ، المَكُّوكُ، القِسْطُ، العَرَقُ، الإِرْدَبُّ، القَفِيزُ، الجَرِيبُ، المُدْيُ، الْفَرَقُ، القُلَّة.. ويقاس الأطوال ب : الذِّرَاعُ، الإِصْبَعُ، القَبْضَةُ، الشِّبْر، ُالْبَاعُ، المِيلُ، الفَرْسَخُ، البَرِيدُ، المَرْحَلَةُ. هناك مسميات كثيرة لا حصر لها من هذه الموازين والمكاييل والأطوال حسب البيئة والمناطق المختلفة لكنها في النهاية تؤدي إلى روما ونفس الدور المنوط بها. أطلب من كل العلماء والمخترعين والمفكرين وذات الاختصاص وكل من يجد في نفسه الكفاءة التقدم باختراع جهاز يعطينا القراءة الصحيحة لمستوى الغنى والفقر والدخل والصرف لدينا.. في السودان لا تستطيع التعامل مع الواحد الصحيح.. ليتم تقسيمه وتجزئته إلى النصفين.. الثلث.. الربع.. الخمس.. العشر.. إلى 1: 100، 1: 1,000,000، السودان أغنى دولة.. أفقر دولة.. كل السودانيين تجار.. كلهم شحاتين.. كلهم يعملون سماسرة.. تجارة عملة.. كلهم عاطلون عن العمل.. كلهم وزراء.. لم يعد هنالك حي راق وآخر شعبي وثالث عشوائي.. الفلل والقصور غزت البلد.. الأبراج تناطح بعضها البعض.. المطاعم والكافتيريات الأجنبية والسيارات الفارهة.. كلهم يشربون العصائر الفرش والآيس تي.. عامل الزبالة وستات الشاي والموظف العادي والمدير والوزير وربة المنزل والأطفال يستخدمون الآيفون والآيباد واللاب واحدث السماعات.. خرطوم بالليل عادت من جديد على امتداد النيل.. سهرات حتى الصباح.. عفراء يرتادها البعض ويدفعون المئات والآلاف لوجبة واحدة.. كل هذا الجمال يلتصق بها القبح بأبشع ألوانها.. بيوت أقرب من أن تسمى بالكوخ.. شوارع نظيفة وأخرى متسخة وزبالة.. الصحة والرقابة معدومة في بعضها.. الأسماك واللحوم والخضر والفواكه الكثير منها ملوثة.. المصارف يستخدمها أصحاب المحلات والمطاعم مكباً للنفايات وأوشكت على الاستواء مع الأرض.. المياه تأكل الأسفلت كما تأكل النار الحطب.. تصوروا رأيت بأم عيني ركاب يتخذون الخضار كوسادة يجلسون عليها على ظهر الباكسي، سألتها شقيقي عبدالغفور حينها فقال: (إنقو أرجن كوجلقون دوقنا)، الترجمة الحرفية ديل بيركبو فوق اللحمة كمان. لا أفهم ما يجري في السودان، لأنه يعج بالعمالة الأجنبية وبنيها يهجرون.. هل تعلم أن المغتربين هم أقل طبقات المجتمع السوداني وهم الأقرب إلى الكفاف.. آمل من الخبراء تصنيف السودان وموقعه من الإعراب وأتمنى ألا يكون مجروراً.