بعيدا عن اللغة الانفعالية والهتافية حسنا فعلت الدولة المصرية التغيير في منصب وزير العدل بسبب الاهانة التي وجهها السيد وزير العدل السابق في حكومة تعتبر احد النتائج الرئيسية لاعظم الثورات الشعبية في تاريخ المنطقة العربية ثورة الثلاثين من يونيو التي صححت مسار الانتفاضة الشعبية المصرية وحافظت علي كيان الدولة المصرية من خطر التفكك والانهيار والالتحاق ببقية الدول التي تحولت عمليا الي مقابر جماعية . المفردات والحديث الذي اورده وزير العدل المصري السابق يطعن في قيمة العمل نفسه قبل الانسان "وطائفة الزبالين" الذين يكسبون لقمة عيشهم من عمل النظافة في تصرف يتناقض كلية مع قيم الدين والمثل العليا التي تحترم العمل والعاملين ولاتحقرهم او تذدريهم واللفظ نفسه واستخدام اسم "الزبالين" في وصف عمال النظافة امر متوارث من مفردات صوالين الثقافة الخديوية المنقرضة تاريخيا ولاينسجم مع مصر الحديثة وما بعد ثورة الثالث والعشرين من يوليو التحررية التي رفعت الانسان المصري مقاما عليا علي ارض الواقع وصانت حقوقة الاساسية في العيش والحياة الحرة الكريمة. الانبياء والعلماء ومعظم الرسل والمصلحين عملوا في مهن يدوية عن ايمان واقتناع وربوا اتباعهم ومحبيهم علي احترام قيمة العمل وتبقي العظة بالاعمال ولايوجد عمل معين مهما كبر او صغر يمنح الناس حصانة معينة وحق التنزه. في بعض الاحيان يتساءل الناس اذا ما كان هناك خلل في التاريخ المكتوب عن بعض الاشياء علي سبيل المثال في الدول الراسمالية بكل ماتحمل الكلمة من معني بابعادها السياسية وتصنيفاتها الايديولجية عندما نري الدول الراسمالية المتهمة ايديولوجيا باستغلال الانسان وكيفية تعاملها واحترامها للاعمال والمهن الصغيرة واحترامها الزائد لقيمة العمل نفسه بغض النظر عن طبيعته وحفظ حقوق العاملين والمساواة في الحقوق والعلاج والتعليم والحماية لكل افراد المجتمع . في دولة مثل الولاياتالمتحدةالامريكية وهي دولة غير مبراءة من الاخطاء التاريخية القاتلة اوالتورط في انتهاكات وفظائع ومخالفات كبري واستغلال النفوذ والقوة وشن حروب ظالمة عن طريق ادارات وحكومات متعاقبة ولكن نظام الدولة الثابت في اجهزتها العدلية المختلفة من نيابة عامة وشرطة علي سبيل المثال تنتصر لعاملة نظافة عادية من المهاجرين ضد الرئيس السابق لاكبر مؤسسة اقتصادية في العالم والمدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس الذي اقتيد مكتوفا ذليلا من الفندق الذي كان ينزل فيه في مدينة نيويورك بعد اتهامه بالتحرش الجنسي ضد عاملة نظافة. في الجزء الجنوبي من وادي النيل والعاصمة السودانية الخرطوم تدور معركة ومواجهات اعلامية بين بعض المشرفين علي تحرير الصحف وقطاعات واسعة من المجتمع المدني ومنظمة تطوعية شبابية سودانية تعمل في الحقل الصحي تحت اسم شارع "الحوداث" في اشارة الي قسم الحوداث بمستشفي الخرطوم الهرم الصحي الذي انهار وتحول الي اطلال وخراب في زمن المتاسلمين والاخوان المسلمين..المنظمة المعنية تعمل بروح وهمة عالية في مهمة شبة مستحيلة لسد الفجوة الرهيبة بين اداء الحكومة الاخوانية وماعلية احول الناس والمجتمع السوداني الصحية وقامت هذه المنظمة بمبادرة منها بتقديم امراة عاملة كانت ترعي طفلة مريضة لفترة طويلة بمستشفي الخرطوم المتهالك وامام العجز في تغطية تكلفة متابعة احوال طفلتها المريضة تحولت الي بيع الشاي في منطقة المستشفي وتم اكتشاف امرها بالصدفة ومتابعة اوضاعها ورعايتها لطفلتها المريضة التي استمرت في تعليمها واحرزت نجاحات اكاديمية كبري ومبهرة استحقت بموجبها احترام وتقدير فئات عريضة في الشارع السوداني والمنظمة التطوعية المعنية التي قدمتها لتقص شريط الافتتاح لاحد مشاريعها المتمثلة في غرفة عناية مركزة للاطفال ولكن وحسب ما جاء في اخبار الخرطوم ان احد اصحاب الصحف المقربة من المجموعة الاخوانية الحاكمة هاجم الجماعة التطوعية واتهمها بتجاوز وزارة الصحة وتقديم شخص غير مناسب والمتمثل في بائعة الشاي موضوع القضية لقص شريط الافتتاح للمشروع الممول من قلب الشارع السوداني وليس من الميزانيات الحكومية التي لايعرف امرها الا الله والكهنة المقربين من الحكومة. للمساكين من طائفة العاملين في مصر والسودان من بائعات الشاي وعمال النظافة وبقية المهن الاخري ربا يحميهم من استعلاء وتغول بقايا الثقافة الخديوية الاخوانية والتاريخ الانساني مفتوح علي مصرعيه لامثلة حية مليئة بالدروس والمواعظ والعبر عن النتائج المترتبة علي البذل والكفاح والكسب الحلال وعن نهايات العلو في الارض بغير الحق ونحن في السودان كنا قبل زمن التدين البلاستيك الراهن المثل الاعلي بين الامم والشعوب في قيم التكافل الفطري والعفوي والنجدة والمروءة [email protected]