المثل السوداني الذي يقول (اضرب القراف خلي الابل تخاف ) انطبق امس على الصحافه التي صودرت منها تسع صحف وغلظت العقوبه على اربع منها بتعليق صدورها لاجل غير مسمى ولتبسيط فهم المثل البدوي العريق فان القراف مفردها قرفه وهي جراب كبير يصنع من جلود الابقارويستخدمه رعاة الابل في الغالب وعندما يكون خاويا ويضرب عليه يصدر صوتا داويا شبيه بصوت الانفجارالقصد منه ارباك الجمال التي تكون متناثره بين الاشجار حتى تتجمع في مكان واحده ليسهل على الراعي قيادها الى الوجه التي يريدها ولكن الغريب في الامر ان الصحف السودانيه لم تكن في يوم من الايام عصيه على الانقياد للقرارات التي تصدر في حقها ومع ذلك ضربت القراف وارتبكت الصحف بين مصادر وموقوف لاجل غير مسمى وخائف مرعوب ولذلك استخدام اسلوب ضرب القراف في مواجهة الصحف سيلحق ضررا بالاعلام المقعد اصلا بسبب القيود المفروضه عليه رغم ان ذلك لم يكن في مصلحة الحكومه التي تواجه حصار اقتصادي منذ ربع قرن من الزمان وصدرت في حقها عدة قرارات دوليه نتيجة للاداء الضعيف للاعلام السوداني المكبل بالقيود المزاجيه الذي اصبح عاجزا عن الدفاع عن كل قضايا السودان الخارجيه بسبب سياسات التوجيه التي تنظرالي القضايا الوطنيه بزاويه قائمه فقط الامر الذي اتاح المجال للاعلام الاجنبي لتسويق القضايا السودانيه وفق رؤيته فصدرت قرارات امميه لا حصر لها في حق السودان بسبب الحجر المفروض على تناول القضايا الداخليه اعلاميا ومع ذلك الجهات الحكوميه لم تستفيد من العبروالدروس بل لجئت الي تطبيق حكم قرقوش الحاكم التتري لتركيا الحاليه الذي كان يصدر القرار ويامرفورا بتطبيقه علي من يناسبه فذات مره اصدر حكما على شخص بالاعدام وعندم جاء اجل تنفيذ الحكم وجد المنفذون ان المحكوم عليه بالاعدام اطول من المقصله فعادوا الي قرقوش لياخذوا رايه في الامر فقال لهم اطلقوا صراح الشخص الطويل وابحثوا عن شخص بطول المقصله نفذوا فيه حكم الاعدام وقد حدث الامر بالفعل وجيئ بشخص من الشارع مطابق لحجم المقصله ونفذ فيه الاعدام بدون محاكمه كما حدث امس للصحف التي صودرت واوقفت تسع منها بدون قرار قضائي زغم ان الصحافه باتت خط الدفاع الاول في مواجهة المخاطر التي تواجه الوطن ولذلك ارباك الصحافه في مثل هذه الظروف الحاليه سيكشف فضاء البلاد امام الاعلام الاجنبي ليفعل مايشاء والذي ستخشاه الحكومه سيكون خارج نطاق السيطره وفي نهايه المطاف سيكون الخسران الاول هو المواطن السوداني الذي يعاني من اثار الحصار الاقتصادي والحروب والنزاعات القبليه وضيق العيش كما ان الصحافه بريئه من كل نظريا ت المؤامره التي تستخدمها الحكومه لتكميم الافواه. هارون محمد ادم [email protected]