جاء خبر أعتبره صاعقة في وكالات الأنباء العالمية مفاده وصول ميناء بورتسودان بشرقي السودان شحنة مساعدات من المعونة الأمريكية، للمحتاجين في مناطق السودان المختلفة. وتسلم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة المساهمة الأمريكية البالغة (47.500) ألف طن من الذرة، ليتولى توزيعها على مناطق متفرقة من دارفور وشرق البلاد. وقال القائم بالأعمال الأمريكي في السودان جيري لانيير في تصريح نشر اليوم أن الشحنة المكونة من الذرة مرسلة من الشعب الأمريكي للشعب السوداني، بقيمة (53) مليون دولار، تمثل الدفعة الأولى من التزام المعونة الأمريكية للعام 2015 والموجه لبرنامج الغذاء العالمي في السودان. تأملوا معي جيداً هذا الخبر، سيعتقد الكثيرون بداية شهر العسل بعد سنين البصل.. بعد السنين العجاف.. الأمر لم يكن هدية ومساهمة شعب لشعب، لأن الهدية بين الحكومتين من عاشر المستحيلات.. التعجب والاندهاش أن نستقبل أطنان الذرة بعد أن عبرت آلاف الأميال من العقد المائية ونحن نملك المساحات من الأراضي الزراعية الشاسعة وكل أنواع المياه جوفية وأمطار موسمية ودائمة وأنهار لا توجد في الدنيا بأجمعها، فبدلاً من أن نشمر سواعدنا ونشرع في زيادة الرقعة المزروعة وكف السؤال عن أعطونا أو منعونا. أمريكا تفرض علينا الحصار الاقتصادي وتمعنا من شراء الطائرات واستيراد قطع غيارها وكل المعداث الثقيلة ومستلزمات المصانع والقطارات وكل المشاريع الكبيرة والتقنية الحديثة لتمن علينا بالذرة التي إلى وقت قريب كان علفاً لحيواناتنا.. نتذكر جيداً ونحن في المرحلة الابتدائية نوعية الأجبان والحليب المجفف من هيئة اليونيسكو بالصلاحية المنتهية وقد كتب عليها (فور دوقز آند كاتس).. منعتنا أمريكا من تصدير سلعنا عدا الصمغ العربي الذي يدخل بشكل أساسي في المشروبات الغازية وأولاها (الببسي كولا)، بدلاً من رفض منحة سماح تصديرها رضخنا لإملاءاتهم (حكم القوي على الضعيف) ومسكونا من اليد اللي بتوجع.. نقول لكل دول العالم العدوة والصديقة إذا أردتم مساعدتنا أعطونا سنارة ولا نريد منكم سمكة وسنردها إلى البحر أو النهر مرة أخرى. [email protected]