سعدت بالأمس سعادة غامرة وسبب تلك السعادة هو الاخبار عن اعتقال عدد من قيادات الفيفا بتهم فساد ورشاوي وغسيل اموال يحقق فيها جهاز الاف ب أي الامريكي. سبب السعادة اني كنت كارها للطريقة التي تلعب وتداربها كرة القدم في كل أنحاء العالم من فرق الروابط الي كاس العالم. فقد تحولت كرة القدم من اللعبة الشعبية الاولي الي واحدة من أهم السلع الرأسمالية في عالم اليوم. وللتدليل علي ذلك راجع فقط أرقام مبالغ الفساد المعلنة ونوع الجرائم المتهم فيها الفيفا. لابد أن الكثيرين غيري قد استرجعوا ولو عابرا مفاهيم كارل ماركس عن الاستلاب (الاغتراب) والتشيؤ. يري ماركس أن الإنسان يغترب عن عمله في المجتمع الرأسمالي لأنه يبيعه. وأسباب الاغتراب عند ماركس ذات طبيعة اقتصادية مادية كامنة في علاقات الإنتاج والهيمنة الطبقية. أما التشيّؤ فهو تحوّل الصفات الإنسانية إلى أشياء جامدة، واتخاذها كوجود مستقل، واكتسابها لصفات غير إنسانية غامضة. كما هو معلوم ألهمت افكار ماركس العديد من المفكرين الذين تصدوا لنقد المجتمع الرأسمالي خاصة مفكري مدرسة فرانكفورت الذين تحدثوا عن صناعة الثقافة وصناعة المعرفة. ما يحدث اليوم في لعبة كرة القدم يمكن وصفه بصناعة الرياضة أو صناعة الترفيه أو حتي صناعة كرة القدم. لقد تحولت كرة القدم في ظل المجتمع الرأسمالي المعولم الي سلعة تدر مبالغ تتفوق علي الكثير من قطاعات الانتاج. تحولت كرة القدم من نشاط انساني ترفيهي وصحي وتنافسي الي سلعة. من المؤكد أن الفيفا ساهم ولحد كبيرفي تحويل كرة القدم الي سلعة. فمن خلال تقنين الاحتراف وبيع وشراء اللاعبين يضاف الي ذلك تحويل متعة المشاهدة الي سلعة تبيعها القنوات المشفرة بمبالغ يعجز عنها أعداد كبيرة من محبي هذه الرياضة و المشاركين فيها. طالت الفيفا الكثير من الاتهامات حول تدوير استضافة مباريات كأس العالم بين البلدان ودار اخيرا لغط كثير حول اختيار روسيا لاستضافة مباريات كأس العالم 2018 ودولة قطر لأستضافة مباريات كأس العالم 2022 . وفي هذه اللحظات تحقق الشرطة السويسرية في الكيفية التي تمت بها اختيار هاتين الدولتين لأستضافة مباريات كأس العالم وربما ينتج التحقيق عن مفاجآت غير سارة. حقيقة أتمني أن تمتد التحقيقات حول فساد الفيفا لتشمل كل اتحادات الكرة في كل العالم ليكتشف محبي كرة القدم الي أي مدي أفسدت الرأسمالية هذه اللعبة المحببة. كما آمل أن تنتج هذه الحملة علي الفيفا حركة مدنية شعبية تعيد لكرة القدم إنسانيتها وشعبيتها وتخرجها من براثن التشيؤ والاغتراب. [email protected]