خبران مهمان لم يحظيا بالأهتمام الكافى من الناحية الأعلامية ، لاحكوميآ ولا من الصحافة المكتوبة أو الأذاعة والقنوات الفضائية ، الخبران ربما يعكسان تحولات كبيرة فى موقف الأتحاد الأوربى والنرويج مما يجرى فى السودان ، الخبر الأول حسب تصريح السيد وزير الخارجية يتعلق برغبة الأتحاد الأوربى والنرويج فى مقابلة السيد رئيس الجمهورية ، هدف المقابلة المعلن بحث الأوضاع فى جنوب السودان والدور المطلوب من السودان فى اعادة الأمن والأستقرار فى الجنوب ، أهمية الخبر تتلخص فى أن الأتحاد الأوربى والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية كانت قد وجهت أنتقادات حادة للانتخابات التى جرت الشهر الماضى وتمخضت عن فوز البشير رئيسا ، الترويكا والأتحاد الأوربى أعربت وقتها عن أسفها لفشل الحكومة السودانية فى تهيئة بيئة أنتخابية حرة ونزيهة ، وتعهدت بمساندة السودانين الساعين لاحراز تقدم سلمى فى عملية الحوار السياسى الشامل والشرعى بهدف أنهاء الصراع وتحقيق أصلاح حقيقى فى الحوكمة وأحلال أستقرار طويل الأجل .. ، هذا ربما يعكس تحولآ ملموسآ لدى الاتحاد الاروبى و الترويكا لا شك انه ناتج عن تفاهمات تتعدى ما هو معلن الى الشأن الداخلى و كيفية معالجة الاوضاع المضطربة فى السودان ،، الخبر الثانى وهو لايقل اهمية عن الأول هو قيام منظمات حقوقية ونشطاء أفارقة وأوربيين بدعوة الحكومة النمساوية لايقاف أجراءات زيارة الدكتور جبريل أبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بغرض المشاركة فى مؤتمر تنظمه الأممالمتحدة حول تنجيد الأطفال ، هذه المنظمات هددت بالأنسحاب من المؤتمر فى حال مشاركة رئيس حركة العدل والمساواة ، البيان الصادر من العاصمة السنغالية "دكار" أتهم حركة العدل والمساواة بالتورط فى عمليات تجنيد قسرى للأطفال ، المنظمات بررت أعتزامها الأنسحاب إذا شاركت حركة العدل والمساواة بأنه أحتجاج على مشاركة مجرمين ، هذا يكشف عن تحول آخر فى موقف الاتحاد الاروبى و تقدمه خطوة على طريق ادانة انتهاكات حقوق الانسان و مخالفة قوانين الحرب حتى للحركات المسلحة باعتبارها مسؤولة عن ردود افعالها تجاه الافعال الحكومية فيما يختص بمراعاة القانون الدولى و مسؤلية المحاربين فى الالتزام بالقانون الدولى الذى يحكم النزاعات ، و هذا تحول آخر فى مفردات الاستخدامات السياسية للاتحاد الاوربى تجاه الفرقاء ، اكبر الظن ان الموقفين لا ينفصلان عن بعضهما و ان كان احدهما يعبر عن (مد الجزرة ) ، و الثانى ( رفع العصا ) ، و ما خفى اعظم ،، الاتحاد الاروبى لا يجهل ان انهاء الحرب فى الجنوب رهين بانهاء الحرب فى السودان ، و ان الاوضاع فى السودان لا شك ترتبط فى بعض اهم جوانبها بالاستقرار فى جنوب السودان ، فى كل الاحوال فان اعطاء دور للسودان فى جهود انهاء النزاع فى الجنوب يمكن اسثماره كمدخل لترتيب الاوضاع فى كلا البلدين بما يضع حدآ للحروب فى كل انحاء السودان القديم ،،