بعيدا عن الإندفاع العاطفي الذي شهدته خلال الفترة الماضية إبان إنتشار فيديو لمجموعة من النساء لا يعرفن القراءة ولا الكتابة ولا كذلك تعاليم الدين الحنيف، الأمر ليس في مكان النساء ولا المنطقة التي لاتبعد سوى بضع كيلومترات شمال الخرطوم، فكل منطقة تبعد عن عاصمة الفيل هي بذات الجهل وعدم المعرفة وكذلك الحال وأكثر، التدافع بقية مسح الجهل عن تلك المناطق لايكون بالتعرف على هؤلاء ولا بالسؤال عن حالهم والتأكد بأنهم لا يعرفون القرأة ولا الكتابة ولا إسم الرسول فهذا منطق طبيعي لأناس نشأو في مكان لاتنبت فيه قيم المعرفة ولا تتوافر فيه مقومات الحياة دعك من مقومات المعرفة التي تمسح الجهل، أستغرب لكل الذين ذهبوا لتلك المناطق لتوزيع بعض سندوتشات وتوثيقها بالفيديوها ليؤكدوا للناس بأنهم زارو المنطقة وتعرفوا على الجهل بصورة واقعية، ما يجب فعله هو تفريغ دعاة في المنطقة بدعم مالي ومعرفي وإقامة ابار مياه ومساجد ومراكز دينية لمتابعة ذلك الجهد، وأناس ينذروا جهدهم لله ليعلموا الناس كلام رب الناس، تأسفت جدا عندما علمت بأن من مضوا جاءو بما جاء به صاحب الفيديوا الأول ، عليكم ان تتقوا الله وتخرجوا من قوقعة مساجدكم المتراصة في خرطومنا إلى الأرياف والحلل والمناطق البعيدة عن المعمار فسبل المعرفة كثيرة هنا، عليكم ان تجتهدوا يامن وثق فيكم الأبرار وأعطوكم الأموال لتنشروا العلم وتحاربو الجهل، فوالله هذا الفيديو يفضح كل المنظمات الدعوية التي تستقبل الأموال بحجة نشر الدين، هل نشر الدين داخل الخرطوم يحتاج لمنظمة وأموال، دعونا من كل ذلك ولتذهبوا ولنذهب نحن معكم ايضا لأولائك الناس في سبيل ان نبرئ أنفسنا من سؤال رب العباد ماذا قدمتم لهؤلاء من علمكم حتى لا نلجم ولا تلجموا فالسودان كله مناطق ريفية تحتاج لذلك الجهد، دعوا ركلسة الجوامع وأمضوا إلى حقيقة الميادين التي تحتاجكم، فلا تضيعوا أوقاتكم في الإختلاف فمن جهل اية اولى بمن فاتت عليه شبهة، فشمروا السواعد فالمسؤولية اعظم من تسجيل الفيديوهات وعكس عورات الأخرين، أرحموا أنفسكم بستر جهدكم فوالله إن اكثر ما يذهب الأعمال هي سعيكم لتوثيقها لتطمنوا أنفسكم وتثبتوا للأخرين سعيكم، فنشر العلم واجب وليس تكليف يسقط بالتوثيق ونشر حرمات الأخرين فللأخرين ازواج ورجال يمكنهم أن يرفعوا القضايا .. امضوا إلى أمر الله لكم ولا تلتفتوا لمن في نفسه مرض وأتقوا الله .. صحيفة الرأي العام .. [email protected]