1- "كلام الليل يمحوه النهار". ***- تذكرت هذه المقولة العربية المعروفة بالامس عندما طالعت خبر تعيين الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين والياً علي ولاية الخرطوم، جاء هذا التعيين - تحديدآ بعد اربعة ايام من خطاب الرئيس عمر البشير في يوم الثلاثاء 2 يونيو الحالي 2015 - تعهد فيه تكوين هيئة عليا للشفافية لمكافحة الفساد بصلاحيات واسعة تتبع للرئاسة. لم استغرب علي الاطلاق من تعيين عبدالرحيم في هذا المنصب الجديد، فهي لم تكن اول عملية تعيين شخصية فاسدة في وظيفة كبيرة ، فقد عودنا الرئيس البشير منذ عام 1989علي القيام دومآ باجراء تعيينات شملت شخصيات سبق لها ان فسدت في الاماكن التي سبق ان عملوا بها ثم تم لاحقآ نقلهم الي مراكز اخري اكثر اهمية!! 2- ***- لكن قمة الغرابة تكمن في توقيت تعيين عبدالرحيم، الذي يعرف القاصي والداني قصص فساده، نستغرب ان عمر قد -تعمد ان ينسي- ما قاله في خطابه امام رؤساء دول.. ووفود اجنبية وصحفية ..وسفراء ودبلوماسين انه بصدد مكافحة الفساد ثم يقوم بتعيين عبدالرحيم وما ادراكم من هو عبدالرحيم؟!! 3- عبد الرحيم ومحكمة الجنائية الدولية: ********************** في يوم الخميس الاول من مارس عام 2012 أصدرت محكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في اطار تحقيقات بشأن وقوع أعمال وحشية في دارفور. وان عبد الرحيم مطلوب للمثول امام المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت القرار باعتقاله بعد إقتناع من مكتب المدعى، أن ّالمُتهم عبد الرحيم محمد حسين البالغ من العمر 64 عاماً , ومن خلال الأدلّة التى بحوزة مكتب المدعى المتعلقة بإرتكاب المُتهم جرائِم دوليّة خطيرة متمثلة فى جرائِم حرب والجرائِم ضِد الإنسانيّة , ضِد المدنيين العزّل فى إقليم دارفور المنكوب الذى يشهد أكبر أزمة إنسانيّة مؤلمة على مستوى العالم فى الوقت الحاضر , حسب تقارير المنظمة الدوليّة , الأممالمتحدة , ومايزال المتهمون بإرتكاب تلكُم الجرائِم , يتمتعون بحريّة الحركة فى ظل المحكمة الجنائيّة الدوليّة . حيثُ يرى مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائيّة الدوليّة , أنّ المُتهم – عبد الرحيم محمّد حسين المولود فى كرمة البلد فى العام 1949, والبالغ من العمر 64 عاما , يتحمّل وبموجب نظام روما الأساسى المؤسس للمحكمة الجنائيّة الدوليّة , القسط الأكبر من المسئوليّة الجنائيّة فيما يتعلق بالجرائِم البشعة المروعة التى أرتكبت بحق المدنيين العزل فى مناطق – كدوم – مكجر- بنديسى – أرولاّ, الواقعة فى محليتى وادى صالح ومكجر – غرب دارفُور , حيثُ قُتل الناس بالقنابل التى أُلقيت من فوق رؤسهم, تحت إشراف وسمع وعلم المتهم, عبد الرحيم محمّد حسين , تمّ إغتصاب النساء والفتيات بهدف تغير الطبيعة الجغرافيّة والديمغرافيّة لتلكم المناطق- نهبت الثروات , قتل الناس كالذباب , تمّ تعذيب النّاس , تم وضع السموم فى أبار المياه ,إرغام السكان على الهروب من منازلهم قسرا تحت إشراف , وسمع وعلم المتهم – عبد الرحيم محمّد حسين،عليه فإن المتهم – عبد الرحيم محمّد حسين مطلوب منه المثول وعلى المجتمع الدولى التعاون بصورة جديّة والعمل عىل قبض المتهم بصورة عاجلة. ***- نسأل: هل جاء تعيين الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين والياً علي ولاية الخرطوم تحديآ لقرار محكمة الجنايات الدولية، وتحدي واضح للسيدة فاتو بن سودة التي اكدت انها بصدد اعتقال عبد الرحيم؟!! 4- عبد الرحيم وفساده في وزارة الداخلية: ******************** اذا كان عمر البشير بالفعل - كما قال في خطابه الاخير- سيحرص في المستقبل علي محاربة الفساد، فكيف نفهم اذآ تعيين عبدالرحيم صاحب قصة الفساد المعروفة عن انهيار مبني (جامعة الرباط) عام 2010 ليكون واليآ علي الخرطوم؟!! 5- عبد الرحيم والفساد وزارةالدفاع: ******************* قصة فساد عبدالرحيم في وزارة الدفاع جاءت علي السنة الضباط المتهمين الذين خططوا للقيام بانقلاب عسكري في 22 نوفمبر 2012، ففي اثناء المحاكمة العسكرية . وضع العقيد أحمد زاكي الدين – المتهم في المحاولة الإنقلابية المعروفة بانقلاب ود ابراهيم – قيادات نظام الإنقاذ في قفص الإتهام ، وذلك في الجلسة الثانية لمحاكمته مع زملائه بمقر سلاح الأسلحة بالكدرو 17 مارس 2013 ، حيث أكد العقيد أحمد زاكي الدين – من ضباط المدرعات – إنه إشترك في المحاولة الإنقلابية لإزالة الفساد الذي وصل القوات المسلحة ، وقال ان عبد الرحيم محمد حسين إشترى دبابات (خردة) غير مطابقة للمواصفات مما تسبب في مقتل عدد من زملائه في مناطق العمليات وان لديه الوثائق التي تثبت ذلك ، وطالب المحكمة بإستدعاء وزير الدفاع عبد الرحيم ، فاضطرت المحكمة لاخلاء سبيله والاخرين . وكشفت (حريات) صفقة الدبابات الفاسدة التي كلفت ملايين الدولارات وأرسلت بعد إستلامها مباشرة لدولة مجاورة لصيانتها ! الأمر الذي كان أحد أسباب فصل عدد من قيادات القوات المسلحة الذين انتقدوا الصفقة في فبراير 2011. ***- نسأل مرة، اذا كان عمر البشير بالفعل - كما قال في خطابه الاخير- حريصآ علي محاربةالفساد، كيف اذآ يستقيم عقلآ تعيين عبدالرحيم، الذي كان فساده وراء ضياع ارواح ضباط - زملاء السلاح-؟!! 6- تعيين عبد الرحيم في المكان المناسب...ام مجاملة؟!! **************************** ادلي المهندس ابراهيم محمود حامد القيادي بالمؤتمر الوطنى بالامس السبت 06-06-2015 تصريح قال فيه، ان: (الحكومة الجديدة يغلب عليها الشباب وتحمل الكثير من المفاجات بعكس تكهنات الاعلام فى الايام الماضية. واكد التزام المؤتمر الوطنى بقراره الخاص بعدم استمرار اى شخص فى موقع امضى فيه اكثر من خمس سنوات الأ فى الحالات الاستثنائية)!! - دي يفهموها يا باشمهندس؟!!.. ***- هل عبدالرحيم من شلة شباب الحكومة الجديدة، وهو الشخصية العسكرية التي ما فارقت المناصب الكبيرة والهامة منذ عام 1989، وكان واحد من اشهر قادة انقلاب يونيو قبل 26 عام؟!! ***- هل يستطيع عبد الرحيم حكم ولاية عدد سكانها نحو 8 ميون نسمة، وهو الذي فشل في ادارة وزارة الدفاع..وقبلها وزارة الداخلية؟!! ***- هل حقآ عبد الرحيم هو الرجل المناسب، والقادر علي حل مشاكل الولاية؟!!..هل يفهم طبيعة عمله الجديد؟!! ***- هل حقآ عبد الرحيم هو الرجل المناسب دون اي شخصية اخري في حزب المؤتمر الوطني علي تولي منصب والي ولاية الخرطوم..وانه اكثر الاعضاء كفؤآ علي الولاية؟!! ***- هل جاء تعيينه واليآ علي الخرطوم من قبل البشير كنوع من المجاملة وليس بسبب الكفاءة والذكاء؟!! ***- اخيرآ، هل جاء تعيينه واليآ علي الخرطوم كنوع من الحماية، وابعاده عن ملاحقة محكمة الجنايات الدولية؟!! 6- ***- الخرطوم الان في حالة حزن بسبب الدمار القادم!! بكري الصائغ [email protected]