*(أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة..). - ستيفن هوكينغ- .. أطلعني أحدهم على نص لإحداهن، معززاً بتلميحات أن الأمر يعنيه شخصياً، قرأت الصفحة الأولى، ثم نصف الثانية على مضض، ثم توقفت. قال بلهفة عاشق: ما رأيك؟ - قلت بجفاف: هل هي مطلقة؟ أجاب: تنوي الطلاق قريباً، ولكن كيف عرفت؟ أجبته إن الأمر لا يحتاج إلى نباهة فائضة، فهذا النوع من الكتابات صار دارجاً، حتى إنه يمكننا أن نطلق عليه من دون تردد «حمى أدب المطلقات). بالطبع هذا الكلام لا يعني ما يسمى الأدب النسائي، ولا يخص أسماء محددة، اثبتت حضورها بنصوص عميقة ومدهشة، ليس من موقع النواح على سنوات من العذاب مع رجل متوحش «إيدو والكف»، إنما أرغب بمعرفة أسباب هذا الهجوم المتأخر من نساء تجاوزن الأربعين، وفجأة أدركتهن حرفة الأدب، من دون سابق اهتمام أو إنذار. وكأنهن يكتبن على قفا ورقة الطلاق، ودمع العين يسبقهن، لا أتذكر جملة مفيدة في أدب المطلقات، فالحكاية باختصار أن هذه المطلقة أو تلك، ترغب أن تملأ أيامها الجديدة بهواية ما، ولأن حائط الأدب واطئ، فلا بأس من اختراقه بوجود أولاد حلال كثُر، يشجعون هذه الكتابات التي تشبه الأفلام الميلودرامية الهندية (أتذكر الزهرة والحجر هنا). حسناً، ماذا نجد هنا؟ القصة الحرفية لمسيرتها الزوجية، الحافلة بالعذاب، ومكابداتها مع زوج شرير «كان حبيباً يوما ً ما»، إلى لحظة حصولها على الطلاق. حسناً أيضاً: هل إعادة كتابة هذه الحكاية من باب النصيحة أم الحكمة، أم التسلية؟ لا أعلم، ولكنني أستغرب هذا الهذيان اللغوي، والشعر الهزيل المتأرجح على أكتاف الحكاية، والنثر الساذج، وكأن كتابة قصة أو رواية في باب «أدب المطلقات»، لا يتطلب معماراً سردياً، ولا بلاغة جمالية، إنما حكاية فحسب، وهي لا تخص أحداً سوى الضحية، وتالياً فهي فائضة عن الحاجة بالتأكيد. --------------------------------: من ثمرات الأوراق: ..(مأساة اللواتي كن جميلات لا يمكن مقارنتها إلا بمأساة المواهب التي تتحقق لدى أؤلئك المبدعين الذين يتركون مستقبلاً متألقاً بعدهم.. أو أولئك الذين كانوا أبطالاً في شبابهم وظلوا طوال حياتهم لا يتغذون إلا بنسغ الماضي.. هؤلاء وأؤلئك يلوحون بصور من أيام الشباب ويريدون أن يُعجب بهم الناس من جديد وأن يغرموا بهم...). -ايفريم كارانفيلوف- من كتابه (الجذور والعجلات) [email protected]