*لاأخفي عليكم أنني مللت الكتابة عن "كلام الناس" الذي لن ينتهي إلا بنهاية العالم‘ إلا أنه يلاحقني كظلي في أي وقت وأينما كنت وإن في أقاصي الدنيا.. أنه قدري الذي لافكاك منه. *لن أردد هنا قول الحكيم الصيني كونفشسيوس" أنا لاأعرف كثيراً عن سر الإله لكنني أعرف أشياء كثيرة عن معاناة الناس" لأني أجد نفسي قريباً من الله سبحانه وتعالي عندما أكون مهموماً بمعاناة الناس وأعتبر إنشغالي بقضاياهم ضرب من ضروب العبادة. *إن الله سبحانه وتعالى قدم إطعام الناس على أمنهم في في سورة "قريش" عندما قال في محكم تنزيله : فيلعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف .. وفي هذه الاية الكريمة بيان واضح للمسؤولين بأولوية الاهتمام بقفة الملاح وتوفير الحاجات الأساية لحياة المواطنين. *لن أناقش هنا مانسب للأستاذ علي عثمان محمد طه قوله أن الحكومة لن تستطيع أن توفر للناس قفة الملاح خلال الخمس سنوات المقبلة ولا حتى الخمسين سنة القادمة‘ فهذا رأيه الذي اكتسبه من خبرته العملية في قيادة الجهاز التنفيذي طوال السنوات الماضية. *الذي يستحق التوقف عنده بقصد التنبيه والمراجعة وإسداء النصح ما نسب إليه أنه قال" هدفنا الأساسي المشروع الحضاري وليس قفة الملاح" لأنه بعيداً عن الدغمسة السياسية فإنه لايمكن الفصل بين أي مشروع حضاري وبين حياة الناس المعيشية. *حكومة الإنقاذ منذ أن تبنت سياسة التحرير الإقتصادي - التي هي في واقع الأمر سياسة رأسمالية خالصة - واعتبرتها سياسة إسلامية‘ لم تعد المواطنين بأنها سترفع عن كاهلهم المعاناة بل ظلت بفضل التطبيقات الشائهة لهذه السياسة تلقي على كاهلهم المزيد من الأعباء وتردمها فوق رؤوسهم بلا رحمة. قرار تعديل سعر الصرف الخاص باستراد القمح المستخدم في صناعة الخبز من 2,9 جنيه للدولار إلى 4 جنيه إبتداء من يوم 23 يونيو الماضي اخر القرارات التي اتخذتها الحكومة - حتى الان - وفق ذات نهج السياسة الإقتصادية القديمة المتجددة التي لاعلاقة لها بالإسلام ولا بأي دين سماوي وإنما هي إجتهادات بشر يصيبون ويخطئون. *لذلك ظللنا نطالب بمراجعة هذه السياسات التي تلقي بكل الأعباء على كاهل المواطنين بما في ذلك أعباء إستمرار النزاعات المسلحة والتوترات الأمنية - دون ذنب جنوه - جراء تبني هذه السياسات التي تفرض عليهم وعلى حسابهم. [email protected]