إرفع رأسك أنت سوداني من ضمن برامج رمضان(السنة الفاتت)في قناة تلفزيونية سودانية،شاهدنا مرمطة السوداني في دولة قطر،وحكاية التسول والشحدة ومطاردة العربات حتي العثورعلى(بومحمد)الذي لم يجد قلماً لكتابة شيك للسوداني المغلوب علي أمره،فأصاب السوداني الجنون،وهام في الشوارع يصرخ(قلم قلم). وفي هذه الأيام،يعرض علي شاشة(التسول السوداني)البرنامج الذي ترعاه جمعية خيرية تتبع لدولة خليجية ترعي أيضاً الإسلام السياسي في بلادنا،وفيه نشاهد الشباب بلكنتهم الخليجية،ووجوههم(النايرة)وهم يتجولون في قرية بائسة في نواحي كردفان،وبصحبتهم بعض أهالي القرية،وهم يطوفون بهم علي مدرسة مهترئة بائسة مثل(الاسطبل)،ويطلبون منهم علي استحياء وهم مطأطأي الرؤوس جنريتر لتوليد الكهرباء بقيمة 30 ألف جنيه كما ذكروا،وبناء(حيطة)لحماية داخلية الطلاب من دخول(البهايم)وبناء حيطة تانية لميز المدرسين،والخليجيون(الخبراء الأجانب)مندهشون من عدم وجود الكهرباء،ومن بؤس المدرسة،وتلتقطهم الكاميرا وهم يتداولون في مطالب الناس،وما إذا كانت ميزانيتهم تسمح بشراء الجنريتر من الأبيض أو الخرطوم،وهكذا رأينا بأم أعيننا أهل كردفان الغرة أم خيراً برة،وهم يستجدون الأجانب،لتأهيل المدرسة،بينما أموالهم تبتلعها الولاية والمحليات،وتنفق علي العربات والحوافز والنثريات،فلا يجدون حرجاً في الشحدة من (عرب)كانوا إلي وقت قريب لا يعرفون غير صيد السمك في الخليج والمحيطات. الحكومة تطارد الناس في كل مكان،لتمويل ميزانيتها بالضرائب والرسوم والجمارك والعشور،وتفرض الزكاة علي الفقراء المعدمين،وتلاحق الغلابة إن (طقوا)الهشاب،أو زرعوا التمباك والكركدي،وعلي العتود ضريبة،في شكل مصيبة،ولكن هذه الأموال يستأثر بها السدنة والتنابلة،وتظهر في شكل قصور ومزارع وحسابات بنكية،بينما لا يذهب منها أي جنيه للتعليم والصحة،فتكاد المدارس تسقط فوق رؤوس الطلاب،ومن أرادت الولادة فمطلوب منها ان تركب الكارو لعشرات الأميال حتي أقرب مستشفي،فإما ماتت وهي علي ظهر العربة التي يجرها حمار مسكين،وإما ماتت في المستشفي الذي يخلو من البنسلين. إرفع رأسك يا أيها السوداني في كل مكان،ولا تقف عند أبواب السلاطين،ولو كانوا أصحاب عقالات أو نياشين،واقلع حقك من براثن السدنة،ولو كانوا داخل حصون عسكرية.وافرض عليهم بناء المدارس وتأهيلها،ولا تدفع مليماً لتعليم ولدك أو علاج(بنتك)،وإن قالوا لك لا توجد قروش،فقل لهم،كيف وجدتم القروش للجنجويد،وأين أموال الضرائب والبترول وخردة الحديد،واخرج في المظاهرات ولا تخشي التهديد،واعتصم كما اعتصم أهالي لقاوة في صيوانهم العنيد. إرفع رأسك ولا (تشحد) الآخرين،ومعركتك مع السدنة والتنابلة والفاسدين،ولا يقول لك المتدهنسون إشحد ولا تبالي فإن (الجماعة)إياهم من فاعلي الخير،فلا تسمع كلام من يودون إذلالك،وتصويرك في القنوات الفضائية وكأنك قادم من العصر الحجري،ولا تفرق بين الحصان والخروف(الحمري). أعجب لصحف وقنوات وإذاعات تبحث عن(الرعاية)ولو علي سمعة الوطن وشعبه،من يهن يسهل الهوان عليه،فقد كشفت من قبل الحكومة العراقية عن طلب شحدة بمبلغ 100 مليون دولار،تقدم به وزير المالية السوداني،وأنها(أي الحكومة العراقية)إعتذرت لضيق ذات اليد،وقررت منح السودان 10 مليون دولار منحة لتسليك أموره...وتحت السواهي دواهي،ولوموه اللاهي في (العراق) بالله،شحدة في شكل(مواهي). [email protected]