اللهم أحفظ شبابنا فلذات أكبادنا.. زُخرنا وسندنا فى مستقبلٍ أتٍ هم أهله.. ظللنا نتحسر على ماضٍ جميل كانت تتشابه تفاصيل مجتمعاته وتعلوا فيه كلمة العقلاء الحكماء من الناس وتسود فيه روح الجماعة والإلفة بينهم ، ماضٍ يتمتع أهله بنسيج مُتماسك قوى يربط بينهم وقد تواصوا وتعاهدوا على حمايته من الترهل والتهتك ، مجتمع لا مكان فيه للتمرد على ما تعاهدت عليه الجماعة ولا صوت يعلوا ، تمتد فيه الأسرة ويتسابق أهله لحمايتها من كل مكروه ومد يد العون لبعضهم فى تجاوز العقبات التى ربما اعترضت أفراده يوماً ما وهم فيه شُركاء أفراحاً وأتراحا ، ماضٍ تتساوى فيه مهام العم والخال والجد والمعلم المُربى وجميع أهل القرية أو الحى مع الوالد فى تربية الناشئة .. صراعات ، حروب ، فقر ، مشاريع توقفت ، انعدمت مُعينات الاستقرار ، هكذا أصبح الحال فى بلادى ، هجر الناس مناطقهم بحثاً عن أمانٍ افتقدوه.. تغيُرات كثيرة طرأت عجلت بنهاية مُجتمعنا .. تهتك نسيجه وتبعثر شمل أفراده وتناثرت الأشياء وتغيرت الملامح اختلت المعايير وسادت الأنانية ، ما عادت المنازل تتسع لأكثر من أسرة واحدة كما النفوس أيضاً لا مكان للغير فيها ، حاضر هيمنت المادة على مفاصل الحياة فيه ، تراجع دور الأهل فى تربية الأبناء وبزمام الأمر أمسك الوالد والوالدة فقط ، حاضر اكتسب أهله ثقافة جديدة جاءوا بها من مهاجرهم البعيدة والقريبة اهتدوا بها واطمأنوا إليها وأنزلوها فى واقعهم.. حرية مُطلقة وبلا رقيب مُنحت للأبناء.. أموال تتدفق عليهم متى ما طلبوها يُنفقونها بلا حساب كيفما شاءوا والمال فى زماننا هذا هو مُفتاح الأبواب المُغلقة يدخل صاحبه مُرحباً به متى شاء ، يلهث الوالد بحثاً عن المزيد من الأموال أو الوظائف يمتد الغياب عن المنزل وتبعُد تبعاً لذلك المسافة بينه والأبناء وبيد الزوجة يُترك أمر التربية والرعاية ، ربما هى الأخرى مشغولة كذلك بشأن يخُصها وربما أوكلت غيرها فى تربيتهم ، مع عدم السماح للغير بابداء وجهات النظر لتعديل المسار فهذا شأن خاص بالأسرة وخط أحمرلا يجب الاقتراب منه ، فى الرمال دفنّا الروؤس كما النعام وشيدنا جُدر عالية سمكية بينا والأخر غير قابلة للاختراق.. لا تلوموا الأبناء (الدواعش) يا هؤلاء.. لقد وفرنا لهم بيئة الضياع وامتلكوا مفاتحه .. دُفعة أخرى إلى داعش ذهبت وربما غيرها فى الطريق.. من لم يذهب إلى داعش ذهب إلى غيرها وقد تعددت سُبل الضياع.. المُخدرات وتجارها يترصدون كل من خفّ رأسه وثقل جيبه بالجُنيهات ومن تعاطاها وأدمنها تعاطى وأدمن كل (شئ) . لوموا أنفسكم فهم أولى بالرعاية وبذل الجهد والوقت من أى شئ أخر. والله المُستعان.. [email protected]